لا أتذكر شيئا من 55 ظلمة

عبد الرزاق الصغير| الجزائر

النساء اللائي يركبن معنا الباصات باكرا
دون عطر، ليس في جيوبهن قشعريرة أو خوف
ولا علاقة لهن بنصوص النثر
أو قصائد التفعيلة
في جيوب سراويلهن الخلفية مع المناديل الورقية تصاوير عائلتهن و فواتير الغاز والكهرباء وكناش الدين
المرأة التي تجاورني في القاعة في الأمسية الشعرية
أرى جيدا زغب قفاها ومعصميها الأشقر
تحياتها مضمخة في أحمر شفاه فاقع و عطر مغشوش
بمكياج سيء تسلمني كراسة أشعارها وهي تستسمحني إلى حين
النساء المنتظرات في الريح حافلة القرية بمعاطف طويلة
لم يقرأن أي فصل من كتاب الأغاني
الخياطات والنساء اللاتي يعتنين بعنابر المستشقى
واللائي يمسحن سلالم الولاية
ليس لديهن الوقت لصبغ أظافر أرجلهن لزيارة الجبانة
التشمس
أو الاستجمام في حديقة قصيدة

===

لا أتذكر شيئا من 55 نوفبر
كيف كنت أستقبل أو أحتمي من النوء والريح والجوع
كيف أشرع ذراعاي للشمس
الطريقة التي تشرع بها المرأة المحجبة بملاية سوداء ونقاب ابيض في حب الرجل الذي معها تحت الصخرة التي أنا عليها كإلاه تافه أحاول على الأقل في حلم أن أضع نفسي مكان الرجل البلا وجه اليتعرض لهذا الصاعق العاطفي
أقفز من على الصخرة
أدلف خارج الغويبة
لا أتذكر شيئا من 55 ظلمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى