الروائية لمياء الخولي ل”عالم الثقافة” : روايتي “الناشز” تستعرض حياة نساء تستهلك وتنصهر من أجل أسرها
حاورتها سناء عرفة | القاهرة
تخرَّجت لمياء الخولي من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، وحصلت على رسالة الماجستير في الأدبِ النِّسوي الأفريقي الأمريكي. عملت الكاتبة في مجال التدريس، ثمَّ الصحافة وتحرير الأخبار على الويب، وككاتبة مُحتوى باللغتين العربية والإنجليزية على مواقع الشركات الكبرى ومواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات العربية المتحدة. تستعرض الكاتبةُ خبراتها الحياتية والعملية من خلال روايتها الأولى باللغة العربية، والتي اختارت لها عنوانَ «النّاشز» بعد أن نشرت روايتها الإنجليزية الأولى بعنوان «Anomaly»
تقول لمياء الخولى
أن الرواية تتابع رحلة شابة تتعرض منذ طفولتها لصدمات وضغوط غير مألوفة وغير مسبوقة، في إطار تشويقي، وكيف تتغلب على العقبات مرات لسرعة بديهتها ومرات للطف الأقدار والمعجزات إلى أن تصل لبر الأمان. تتناول الرواية كفكرة أساسية نظرة الرجل والمجتمع السلبية للمرأة المتزوجة عندما تحاول تحقيق ذاتها.
– لماذا اختيار الناشز كعنوان؟
النشوز هو نوع من التمرد أو السلوك السيء يستخدمه القرآن لوصف الرجل المقصر والمرأة المقصرة داخل علاقة الزواج، ولذلك أردت أن أجعل من العنوان سببًا ليتفاعل القارىء من خلال توجهه مع الأحداث ويحدد بناء على رؤيته الشخصية “من الناشز”.
كعنوان أردت أن يكون جذاب وصادم ومثير للفضول والجدل حتى ينشأ حوار عقلاني يحدد مسؤولية ودور كل من الرجل والمرأة.
– كيف اخترت الموضوع؟
تأثرت بهذه الآيات القرآنية عند اختياري لعنوان الرواية وموضوعها:
وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا النساء ١٢٨
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا النساء ٣٤
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (١٩)
..وخاصة عندما لاحظت تحيز المجتمع ضد المرأة ولصق صفة النشوز بها في حين أن القرآن يذكرها كصفة متعلقة بسلوك الجنسين.
– بماذا يتميز أسلوبك الروائي ؟
أحب النوفيلا أو الرواية القصيرة وأسلوبي يعتمد على ثراء وعمق النص مع الإيجاز، أقدم وجبة دسمة في قالب قصير 222 صفحة، وبعتبر أن حجم الرواية الحقيقي ليس بعدد صفحاتها ولكن بشدة تسليطها للضوء على قضايا الساعة، وبأن تحدث فرقًا ملموسًا لدى القارئ.
– كيف تقبل القراء روايتك؟
قرأها بعض المقربين والحمد لله رد فعل كل من قرأ الرواية إيجابي جدًا ودة شجعني لأنها روايتي الأولى باللغة العربية والثانية بعد روايتي Anomaly باللغة الانجليزية وبينهم ٨ سنوات، وإن شاء الله عندي مشروعات غير روائية لتحسين النظرة الدونية نحو المرأة وانتهيت من سيناريو مكون من عشر حلقات مقتبسة عن الناشز وأعتقد أنها ستكون لها صدى مدوي في المنطقة العربية بالكامل. وتعرضت أيضًا بسبب إصراري على اختيار العنوان لبعض المضايقات ولكن من المعتاد أن يواجه التجديد في الرؤى أو الاختلاف في تناول العمل بعض النقد وهذا شيء صحي لأنه بيفتح باب للنقاش المتحضر.
– كيف تقدمين نفسك للجمهور؟
أحب أعرف نفسي ككاتبة ومحررة سابقة ومؤلفة نسوية تهمني القضايا التي تخص المرأة وأتمنى أن أساهم بصوتي وقلمي في الدعم الملحوظ للمرأة من الدولة المصرية ولو بالقليل.
ماذا يميز روايتك؟
الأعمال الروائية أو السينمائية على لسان الراوي أو من منظور أحادي نادرة وأنا كمحبة للسينما وناقدة للأفلام شايفة أنه اتجاه مهمل مع إنه ملهم جدًا للقارئ والمشاهد وخاصة عندما يتعرض لقضايا مجتمعية مشاكلها كثيرة وفي كل بيت. والقصة كلها من منظور البطلة.
ما هي أبرز موضوعات العمل؟
بتستعرض الرواية موضوعات مختلفة مثل تخلي الرجل عن مسؤولياته، الخيانة، الطلاق الشفهي، جشع وإهمال الأطباء، نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، نبذ الأهل والمجتمع ونظرتهم لمن يخالفهم الرأي أو المعتقدات- المنافسة غير الشريفة في أماكن العمل، القهر النفسي والرغبة في كسر المرأة والتحكم في حياتها.
في رأيك كيف نساعد المرأة؟
في 2022 والمرأة تناضل من أجل أن تحترم عند السير في الشارع. لايوجد نموذج واقعي يحتذى به تتطلع إليه البنات والسيدات، مثل مو صلاح مثلًا! العالم يسلط الضوء على الجميلات أكثر وعلى الصور النمطية، هوليوود تركز على فكرة تمكين المرأة بقصص خيالية مثل شخصيات مارفل النسائية الخارقة من أجل الترفيه ولكن ليس من أجل التثقيف أو التوعية.
أحاول كروائية نسوية أن أساعد المرأة بتقديم بطلة واقعية -البطلة في روايتي إلى أن تتغلب على الأهوال التي تواجهها لا يدعمها أحد سوى ما تعلمته بنفسها في سعيها الدائم لتحصيل العلم والقراءة، مخها بيتحرق من التفكير وعندها إصرار وصبر ونفس طويل عشان تحفظ كرامتها وتحقق ذاتها وتستعيد عمرها الضائع.
بتستعرض الرواية أيضًا مجموعة شخصيات نسائية تستهلك وتنصهر في سبيل أسرها. البطلة ليلى بتقبل نفسها كأم ناجية من الموت ولا تعتبر نفسها ضحية هي شخصية بطلة وقوية وهي تعطي بلا حساب لتراعي طفلها كما فعلت جدتها القدوة الحقيقية لها، وتعتبر ولدها العوض الحقيقي للمعاناة طويلة الأمد بعد أن ربته على القيم السوية.
-في النهاية كيف تلخصين روايتك؟
تأثير الشخص الناشز على من حوله مدمر خاصة لو رجل والرواية تسرد الأحداث وتترك القارىء ليقيم ويعيد تعريف المسميات في ذهنه -وهذه رسالة الرواية