بلا جدوى

غزوان ياقوت | العراق

بلا جـــــدوى تنادي يا علـــيلُ

إلى اللاشيءَ يأخــذُني السَّبيلُ

وأرحــــلُ في دروبِ الأرضِ طيراً

ويُؤلـــــمُ أنَّ لا منفــــى جــــميلُ

غــــريبٌ والخطى محضُ انكسارٍ

وقــــد أمضي ولا ظــــــلٌّ ظــليلُ

تغــادرني المراكـــبُ دونَ علـمي

وتهجــــرني المواســمُ والفصــولُ

ضياعي كمْ يبعثرُني رمـــــــــــالاً

واحـــــزانُ المسـا كهـــــــلٌ ثقيلُ

بي الآهــــاتُ تنحرُ كلَّ حلـــــــــمٍ

فــــــلا صحبٌ لــــــديَّ ولا خليلُ

تكسَّرَ نازفــــــاً في الجفنِ دمعي

ينادي كـــــالثكــــــــــالى يا قتيلُ

أنا قنديلُ أحـــــــــــــــزانٍ عتيقٌ

تصدّأَ فـــــوقهُ الحلــــــمُ الجميلُ

تسامـــــرُني النُّجــــومُ بكـلِّ ليلٍ

وليلُ الحـــــزنِ يا صحبــــي طويلُ

هــــــنا لــــي ألفُ مـــوَّالٍ تغنَّى

ولي جرحٌ من الذّكـــــرى يسيلُ

ولكنّـــي غـــريبٌ حـــــيثُ أمضي

وأوراقـــــــي ســـــراباً تستحيلُ

وابحـــــثُ كالنّوارسِ عــن بلادٍ

بها تُنسى المواجعُ والعــــــويلُ

ألفتُ الحـــــزنَ حتّى صارَ منّي

ومـــــازلنا على بعضٍ نمـــــيلُ

وتحترقُ الصّدورُ بألفِ هــــــمٍّ

وتنفرطُ الدّمـــــوعُ فــــلا أُطيلُ

حنيني يمـــلأُ الآفـــــــــاق دفئًا

واعماقي يضجُّ بهــــا الصهيلُ

غـــريبٌ جئتُ في زمنٍ غريبٍ

وتسـألني الخطأ أينَ السبيلُ؟

أنا أدري بأنّ الدّربَ وعـــــــرٌ

ودربُ الطّامحينَ بهـــم يطولُ

ومن منفى إلى منفى سأمضي

أنا الصّـــوتُ الذي لا يستقيلُ

أعتَّقُ في الكؤوسِ همومَ قلبي

يراقصُ وقعَهــا نغمٌ هـــــزيلُ

ويحدثُ أنْ تُحبَّ بعمقِ بحـــرٍ

ويصرخُ في ملامحِـكَ الرَّحيلُ

ويُوجعُ أنْ تذوبَ هوىً وتنسى

بأنَّ البعضَ كـــــــذَّابٌ دخـيلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى