أوراق الخريف.. ساحرة النيل (٦)
بقلم: شرين خليل
اقتربت من هذا الغريب وسألته من أنت؟ وماذا تُريد؟ أجابني بأنه صديق حامد ..
كدت أطير من الفرحة وجدت نفسي أمسك ذراعيه وأنا ارتجف بشدة وأقول له: فين حامد ؟ أخويا حامد عامل إيه؟ طمني عليه..
قال لي: اطمن حامد بخير هو بس مر بظروف صعبه جداً لكن الحمد لله دلوقتي هو بخير..
وباعت لك الجواب دا ..
ودا عنواني أنا كتبته على الجواب من بره لأني هاسافر كمان أسبوعين لو حبيت تبعت رساله لحامد …
-يعني حامد كويس؟ وايه اللي حصل له ؟
-حامد كان بيشتغل كويس بس في ناس ظالمه ومفتريه سرقوه وكان معاه عهده بتاعت الشغل وكان لازم يدفع تمن العهده وعشان كده اشتغل ليل نهار..والحمد لله إن صاحب الشغل رجل طيب..
-عشان كده حامد ماتصلش علينا وانقطعت أخباره..
-أيوا لأنه نقل من السكن وكان بيشتغل على آخره عشان يسدد ديونه..وهاتلاقي كل حاجه عاوزه تعرفها عنه أكيد كاتبهالك في الجواب ..أنا هاستأذن بقى عشان ورايا مشوار ..
السلام عليكم..
أخذت الرسالة وفتحتها وكلي اشتياق لمعرفة ما بداخلها ولكن خالي مصباح قال لي: استنى يا إسماعيل مش لازم أمك تشوف الرسالة دي لازم تقراها وأنت قاعد لوحدك في مكان بعيد لحد ما تعرف اللي جواها إيه وتطمن على حامد ممكن الرسالة يكون فيها كلام ما ينفعش أمك تعرفه لأن واضح من كلام صاحب حامد إن حامد مر بظروف صعبة..
– بس أنا مش صابر يا خالي عايز أعرف كل أخبار حامد..
-خلاص يا إسماعيل أنا هادخل لأمك وأنت اطلع على السطوح ولا أقول لك روح أقعد على النيل في المكان اللي أنت بتحب تقعد فيه دايماً وإقرأ الجواب براحتك..
– حاضر يا خالي
– وما تتاخرش يا إسماعيل عشان تطمني أنا كمان عاوز أعرف أخبار حامد إيه..
دخل خالي إلى المنزل وذهبت إلى شاطئ النيل المكان الذي اعشقه وأشعر فيه بالهدوء على الرغم من أنه موطن الذكريات القديمة..ذكرياتي أنا وأمل التي تركتني ورحلت من قلبي إلا أن هذا المكان أشعر فيه بالراحة وانسى هموم الحياة..
فتحت الرسالة وبدأت وفي قراءتها وكأني اسمع الكلمات بصوت حامد وأرى دموعه تتساقط..
أخي الحبيب:
إسماعيل
تحية طيبة وبعد ..
اكتب إليك هذا الخطاب بعد فترة إنقطاع وأعلم إنك قلق ولكن كانت هناك أشياء خارجه عن إرادتي ..
افتقدتك كثيرا يا أخي واشتقت إليك وإلى أمي وأخي فؤاد وإلى كل شيء حتى غضب أمي وقسوتها عليّ لم أكن أعلم أن جنة الغربة نار بلا رحمة لم تكن جنة بل كانت عذاب عندما هربت من أمي تخيلت أن الحياة ستكون أفضل ولكن الواقع صدمني بل ذبحني أصبحت مُحطم، قلبي ممزق تعرضت للغدر والخيانة ودعوات أمي التي أنقذتني من الضياع بدون الدخول في تفاصيل كثيرة سأخبرك ما حدث لي عندما سافرت كنت متفائلاً جدا وأريد أن أنحت الصخر حتى أحقق حلم عمري وبالفعل كنت أعمل ليل نهار وأجني الكثير من الماء حتى غدر بي بعض الأصدقاء ومنهم صديق كنت أثق فيه ثقة عمياء.. لن أطيل عليك الحديث كثيراً فأنا بداخلي هموم وأحزان لن تنتهي إلا بعودتي سأعود قريباً اخبر أمي أني أحبها واخبر فؤاد أني أحبه كثيراً وافتقدته وسأعود وأجلس تحت قدم أمي واُقبلها فهي كانت محقه في كل شيء فعلته معنا فالحياة تحتاج الى الحرص والحذر مع تحياتي للجميع ..
حامد..
أغلقت الخطاب ودموعي تتساقط كالأمطار وبداخلي حيرة شديدة هل أخبر أمي؟ أم لا؟ فهي لديها من الهموم مايكفي ….ماذا أفعل ؟