أغنية للقدس

 عبد القدوس القضاة |الأردن
لتبرأ ذمتي من كل حال
عجزت بها أشد لها رحالي

كتبت وللغيابِ دبيب موت
وما غاب العيان عن الخيال

ولي نفس وإن أبدت إباء
تحنُّ إلى لياليها الخوالي

وتسأل عن بثينةَ كل صبح
أأنبأه النسيم عن الغوالي؟

وتعرف أن للأوطان حبا
يقدسها بأنفاس الرجال

وُهبتُ بصيرة لو راوغتها
شياطين الضلالة لم أبالِ

فكيف أزيغ عن حق تلته
علينا الآي محكمة المقال!

لقول مخنّثٍ وعجوز سوء
تشد عروقهم لأبي رغال

وما حنّون إن يسلم بشأن
ولا هوللصليب أخو نضال

ومحدث نعمة يختال فُجرا
على أزَلِ الممالك والعوالي

كأنّ القدس لم تفتح فؤادا
لأحمد في الطريق إلى الأعالي!

رسول القبلتين على ثراها
تلا الرسل البشارة في الأوَالي

يبارك مسجدا وبناء حق
سليمان ابتناه وخير والِ

وملك الأرض في يمناه سيف
وجبهته على ترب الجمال

كأن القدس لم تبسط ذراعا
لخير الفاتحين بلا جدال!

هو الفاروق بالعز اجتبته
وقد ذلت له شم الجبال

له سيفان من سبق وعدل
وثانيها أبرّ لدى النزال

فما نُصرت على ظلم عروش
ولو غرتكَ حيناُ بالصِيال

ولا عزّت وذل الجوع فيها
على الفقراء مشبوب النصال

فأولته الزمامَ وكان حقا
تدول لحسنه ذات الدلال

ولا أيوب أهدت من قناها
مسدَّدةً بها أرناطُ صالِ!

صلاح الدين ساجَل غير عيٍّ
وأقدم عند منقطَع الرجال

يهاب السيف هصرته بجنب
تغضّن من يديه لدى السجال

كأن دماء عزِّ الدينِ شيخا
بيعبَدَ لم ترُبَّ ثرى التلال!

وعبد الله حي في ثراها
كشأن أبيه وارث خير آلِ

ولا حملت على الأعداء موتا
بعبد القادر الفذّ الفعال

ولا ياسين مشلولا تخطّى
بخطو الحر أعناق الموالي!

أبا الشهداء أبرأ من صراط
تعرّج عن هداك ولا أوالي

كأن حجارة الأطفال فيها
عليهم لم تُخطَّطْ بالمٌحال!

أبابيل السماء مضت مثالا
أعادوها محققة المثال

فلا والله تجحدها قلوب
تمِيز الحقّ من كثب الضلال

ولا كفوا يمينَ البر عنهم
لتؤتى كتبَهم غيرُ الشمال

في وجه بعض متصهيني الأعاريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى