عندما ينخفض سقف الوطن
بقلم: سمير حماد
قال (جلال الدين الرومي)
إن النّاي يبكي على فراق القصب
فعلى من سيبكي أبناؤك يا وطني ؟
إذا كان أوديب الملك قد دفع ثمناً غالياً, لإثم اقترفه مع أمه, ولم يكن على دراية او معرفة به, ترى, فما هو الإثم او الجريمة التي اقترفها السوريون, ليدفعوا كلّ هذا الثمن من دمائهم وعمرانهم وأطفالهم, وترتكب بحقهم كل هذه المجازر البشرية والعمرانية , والتي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً؟
إن ثقافة التعصّب الأعمى (وكلّ تعصّب أعمى), وثقافة الأجوبة المعلّبة, القاتلة أو المُعيقة لثقافة السؤال, هي سبب مهم من أسباب الوقوع في مطبّ المحنة السورية, المحنة التي أكلت البشر والحجر ، ولا خروج أو انتصار لنا ,نحن السوريين, الا بانتصارنا على ثقافة الأجوبة المعلّبة, الموضوعة سلفاً من قبل دوائر الهيمنة الشمولية والتكفيرية الظلامية ،
هل تخلفنا يعود الى ضعف ثقافتنا ام تخاذل مثقفينا؟ أم أن تخلف الثقافة وما يعانيه المثقفون من نقص في ثقافتهم, هو وراء ماتكابده أمتنا من هزائم وانكسارات و تخبط ؟
أم أن النأي بالنفس عن مشاركة المثقفين في صنع الحاضر المتحضر المواكب للعصر هو السبب؟
حين يحمل المثقف , أو أي مواطن وطنه في قلبه, فإن أي بقعة من بقاع هذا الوطن, تكون محرابه، وأي ذرة من ترابه, تكون صالحة طاهرة للتيمم والتطهّر بها, واية شجرة باسقة ستكون جنته, واية قطرة ماء ستكون ينبوع خير وعطاء ومحبة، وعندما ينخفض سقف الوطن, سيخف منسوب الجمال على الأرض وتهوي النجوم من الأعالي وتجف الينابيع