أدب

مقطع من رواية: كاتيوشا لـ«وحيد الطويلة»

وحيد الطويلة

شاعر فلسطيني، كان ممنوعا من العودة إلى بلده وزوجته ممنوعة من الخروج بأمر الاحتلال والزمن يمضي، استمر في الوفاء لشهرين، ثم تعبت مفاصله، فوقع في الغرام.
بعد سنتين استطاعت زوجته الهرب وجاءت إليه، جاءت في الليل فنامت هانئة في حضنه، في الصباح أيقظتهما امرأة قالت لها: قومي جذبتها من قميص نومها بالدهشة سألتها من أنت؟
أنا صاحبته.
لا تتنازل العشيقة لزوجة ولا تعتبرها.
تاريخ خيانة الصديقة للصديقة طويل، تاريخ خطف امرأة من زوجها عريق، كتاب كبير أكبر كتاب في الكون لكني لم أكن أحب أن تكون لي قصة في هذا الكتاب.

لا أفكر الآن في خيانتك ولن أحكي لك مافعلته أسماء،’ أنت لا تعرف أسماء، النساء يفعلن ذلك أحيانا ليتوازنَّ لن أواجه الخطأ بالخطيئة، لن أبحث عن أسباب حبك لغيري في نقصاني سأترك ذلك للنساء يخترعن أسبابا قديمة وغير صحيحة لكنها لا تعنيني، أسباب رائجة غير منطقية ولكن متى كان للحب سبب واحد منطقي، سأبحث عن عشيقتك أو حبيبتك في ثقب الأرض.. وجعني كسكاكين في الحشا أن أقول حبيبتك، لو أنها عشيقة فمعظم النساء يتعرضن لذلك بسبب شحنة قوية من الغرام أو بسبب دناءة رجل، لكن حبيبة؛ لفظ يقتل الماضي ويسجن الحاضر ويمحو المستقبل كيف لم أنتبه أنك كنت تنادي علي في الفترة الأخيرة وتقول: ياحبي كيف لم أنتبه أنك كنت تدخر لفظ حبيبة لواحدة أخرى وعلى أية حال لن أخبر أحدًا.

هناك رواية أخرى يجب أن تقال أستطيع أن أنشر فيها ما أشاء من أكاذيب، غاب في قبلتي، في اللحظة التي انقلبت فيها السيارة، سيقولون أنت هائجة قتلت الرجل في قبلة، هذا أفضل من أن يقولوا بصق في وجهها وقال أنه يحب واحدة ثانية، ومهما لامني من لام، لكنهم سيحسدونني ويتسامحون معي، سيقولون أغلق دفاتر حياته بريقك.. بطعم ريقك. ذاق رضابك ثم طار.

هل أنت رجل بقلبين؟ كل رجل يتمنى أن يكون بقلبين بثلاثة أو أربعة؛ يضع الشقراوات في واحد وفي الثاني يحشر السمراوات والثالث الخمريات، وفي الرابع لا يضع واحدة بل يخبئ فيه وحدات أخريات لا يعرف سكان القلوب السالفة عنهن شيئا، ربما ليس مهما أن تكون له قلوب عديدة؛ المهم عنده أن تعترف النساء بذلك، ويشيع هذا الأمر بينهن ليسهل عليه أن يبرطع ويشبع، رغم أن النساء يعرفن بالغريزة أنه لن يشبع ولو حشوته بالتراب، يعرفن أن العين رسول الشهوة بصاصتها، فارغة جوعانة دائما لا تشبع من الفرجة والتمني، تخزن ماتحب في حوصلة الاشتهاء لذا يقلقن منه.. لكنهن يقلقن أكثر من بعضن البعض.. هن أصحاب البضاعة لذا فكل من تريد أن تكون الوحيدة عند حبيبها تريد أن تكون عينيه ملآنة ممتلئة بها، تفيض عن البؤبؤ والبياض وتمتد حتى الحواجب وهناك من تريد أن تغطيه كله في الصحة وفي أحلامه وتسيطر حتى على ظله.

اسمعي، أصعب شيء أن تنتظر امرأة من رجل إعلان حبهما تبيت الليل في موكب من الورد في قلب البحر عائمة بعيون مغمضة على الفرح، ثم حين تنتظره هي وأهلها يغلق هاتفه، لايجيء ولا يعتذر يتركها نهبا لمصمصة المعازيم وألف فِرية في انتظارها، جرح لا يبرأ الطلاق أفضل منه والخيانة تلميذة أمامه، لو مات فأنا على الأقل عرفت نصيبي من الحقيقة وسأقيم له الذكرى السنوية مرة واحدة أما هي فستقيم مأتمًا في قلبها طول العمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى