هامِشٌ في صَميمِ المَتنِ

عمر هزاع |شاعر سوري يقيم في قطر

في الرُّكنِ..
إذ تَتكَدَّسُ الظَّلماءُ..
مَعنًى..
تَنوءُ بِحَملِهِ الأسماءُ..
في الرُّكنِ..
حيثُ أصابعي لُغةٌ..
وإيقاعاتُها ألِفٌ..
وأنتِ الهاءُ..
في الرُّكنِ..
والجُمهورُ مُنذهلٌ..
وكُلُّ إشارةٍ مِن رِيشتي إيحاءُ..
في الرُّكنِ..
والأوتارُ إعصارٌ..
وخَصرُكِ؛ لِلسَّهارى؛ نخلةٌ جرداءُ..
في الرُّكنِ..
أَعزِفُ..
ترقُصينَ..
كعاشقَينِ..
تَلاحَمااا..
لَكِنَّنا أعداءُ..
في الرُّكنِ..
نَيرونٌ..
يُجَمِّرُ ثأرَهُ..
ودواؤُهُ تَثآرُهُ والداءُ..
في الرُّكنِ..
أُورِليانُ يَرفعُ نَخبَهُ..
إذ تنحني بِقيودِها الزَّبَّاءُ..
في الرُّكنِ..
آلامي..
وآمالي..
وعُودِي الضاحِكُ المُتناقِضُ البَكَّاءُ..
قَدَحي..
ومُوسيقايَ..
والرَّجُلُ البُدائيُّ الذي تَبتَزُّهُ حَوَّاءُ..
في الرُّكنِ..
يا قِدِّيسَتي..
الأَلغامُ في الأَنغامِ..
إذ إغراؤُها إغواءُ..
تَتَخلَّقُ الأَضواءُ في رَحِمِ المَقامِ..
وفَجأَةً..
تَتَألَّقُ الأَجواءُ..
قِدِّيسَتي..
مَن دَنَّسَ الآياتِ؟!
هَل كَفَرَتْ بِهُنَّ الغُرفَةُ الحَمراءُ؟!
هَل لَوَّثَتْها الأَعينُ الجَوعى؟!
وهَل داسَتْ عَلَيها الأَنفُسُ الحَمقاءُ؟!
هَل عَفَّرَ الشُّذَّاذُ عِفَّتَها؟!
وهَل جَرُؤَتْ عَلى حُرُماتِها الغَوغاءُ؟!
نَهداكِ آلِهَتايَ..
كَيفَ تَعَبَّدا صَنَمَينِ؟!
هَل تُستَعبَدُ الأَثداءُ؟!
في كُلِّ تَفسِيرٍ لِهَذا الماءِ..
لا يَنمُو عَلى شَفَتَيَّ..
إِلَّا الماءُ!
في كُلِّ لَحنٍ مُستَفِزٍّ..
غايَتي أَنَّ انتِقامي أَدمُعٌ ودِماءُ..
ماذا لِرُبعِ التُّونِ يَدفَعُني؟
سِوى أَن يَستَبِدَّ بِجِسمِكِ الإعياءُ!
لِأَرِفَّ مُنتَشِيًا..
لِبُعدٍ رابِعٍ..
حَيثُ المَدى المَفتُوحُ..
والأَضواءُ..
كَي تَعلَمي..
أنَّ الذي في الهامِشِ المَنسِيِّ؛ رُغمَ ظَلامِهِ؛ وَضَّاءُ..
في الهامِشِ المَنسِيِّ..
كُومبارسٌ..
إذًا..
لَكِنَّه؛ في رُكنِهِ؛ استِثناءُ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى