أنا ومحمود درويش و غزة

شهاب محمد | فلسطين 

 

كلام هام للأحياء دون الاموات

والاحياء الأحياء شهداء

 عند ربهم يرزقون والأموات

 الأموات في كل واد يهيمون  ..

 قرأت موضوعا بالصدفه يذكر بأن غزة تقع بين ثلاث مرتفعات هي الشيخ عجلين والمنطار والشيخ رضوان .. فحضرتني صور  المناضلين والشهداء الذين كنا معهم وتعرفت من خلالهم على سردانه والمنطار قبل أن أراهما

لأن زملائي هؤلاء ومنهم سعيد من خانيونس ولا أعرف بالطبع سوى اسمه الأول وهو بالتأكيد اسم حركي .. هؤلاء الثوار كانوا في الاغوار قبل ينتقلوا إلى جنوب لبنان وكانوا في سهراتنا يرددون الاغاني الثورية دائما ومنها تحديدا أغنية (من ورا المنطار) وكان سعيد يزيد ويعيد

شفت ارضي ، شفت بيتي ،  شفت شعبي ،  شفت ربعي

من ورا المنطار  ..

قلي اهلي… قلي ناسي ..  قلي لي

ربعي من ورا المنطار ..

قلت امي .. قلت ابويا… قلت اخويا

من ورى المنطار .. وكان سعيد يسرح

ويمرح في الفكره كأنه يرقص طربا

في المنطار فعلا  .. والان ولأنها لم

تغب عن بالي صورة المنطار والشيخ

رضوان والشيخ عجلين  وكنت قد عملت في هيئة التوجيه السياسي وكان مقرها في الشيخ عجلين إلى جانب مقرها الآخر في السرايا  وهو المكان الآخر المرتفع في غزة . وظل عقلي يسترجع كلمات سعيد ، وغناء سعيد وفرح سعيد ، وهو يغني لفلسطين وغزة والمنطار ، ولا أبالغ لو قلت إن صوته كان يطرب الطبيعة من حوله ، وهو ليس مطربا محترفا وكنت أرى الأشجار تتطاير والأغصان تتراقص والدنيا بكل مكوناتها من حولنا تحول حزننا إلى فرح، وبكائنا إلى مطر تتلقفه مناقير العصافير و الفراشات ، هناك في جبال السلط.

وهناك في قلعة الشقيف، والنبطية والعرقوب وكل ارض بها آثار لدماء  الشهداء والجرحى.. وكل ذرة تراب كنا نحملها و تحملنا إلى احلامنا التي ستبقى مصدر الهامنا وشجاعتنا واخلاصنا وإصرارا.. ووعينا الذي سيحملنا إلى كل المستحيلات.. نعم هذا ما قراته أيضا بالصدفة في مقال اخي وصديقي اللواء مازن عز الدين هذا المقال  المرفق بين يدي حراس الحلم والحقيقه .. والحقيقة أنني تساءلت وقلت بحرارة وحزن ..  لماذا؟

تستريح الخيول وتغادر البنادق خنادقها قبل الوقت..  ومن يحمل قلما وكتابا وذهنا متوقدا لماذا يستودع في الراحة الإلزاميه وفيه قدرة على التفكير والتنظير وقدرة على خوض النضال في صوره المتعدد؛ لذلك أظن مخلصا أن بعض المفكرين والمبدعين والمؤثرين  والقادر ين على تعبئة الهواء والغناء أحلاما وإيمانا وقدرة على البقاء كان أو ما زال ليس من حقهم الانطواء او الانتهاء، فإن حياتهم وراحتهم في الإبداع والنضال المستمر ..

قال لي محمود درويش في لقاء وحوار طويل نشرته جريدة الأيام الكويتية التي كنت أعمل بها بمعية

مدير تحريرها الأستاذ يحي حمزه؛ قال ردا على سؤال له وماذا بعد المطولات الشعريه لمحمود درويش مديح الظل العالي.. بيروت خيمتنا الأخيره وأحمد الزعتر ..  إلخ

 قال أتمنى أن أكتب النشيد الختامي لانتصار شعبنا وثورتنا..

لذلك الكتاب والأدباء والمبدعين لا راحة لهم إلا في ديمومة العطاء  فتحية للأخ اللواءأابو خالد.. مازن عز الدين الذي لا يؤرخ للتاريخ الشفوي فقط ولكنه؛  يكتب بأحرف من نور ما رسمته الذاكره الفلسطينيه بدماء الشهداء ودماء الجرحى وهو واحد منهم ومعاناة الأسرى وعذاباتهم وبالدموع الغزيرة التي سألت فرحا  بقوة الأداء ونجاح الثوار في تخطي كل الصعاب والتحديات التي اعترضت المسيرة وما زالت الإراده الفلسطينية الحرة لها بالمرصاد من ” الشمال إلى الجنوب إلى الوسط” وعلى موعد مع الفجر والنصر والحرية والاستقلال فقط ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى