الديكتاتورية المقنعة

د. طارق محمد حامد

الديكتاتورية ليست فقط في الأنظمة الحاكمة للدول ولكن في الهيئات العليا للأحزاب والجماعات غير أنها في الجماعات مقنعة بينما هي سافرة وصارخة في أنظمة الدول والسبب في أنها مقنعة في الجماعات لأنها تأتي بعد ترشيحات وانتخابات تبدو في الظاهر أنها نزيهة ولكن تأتي من وراء ستار التربيطات والتكتلات لمجموعات الأفراد داخلها والتي تشكل جيوبا خفية لا نراها إلي عندما تصطدم بهم يديرون المشهد بفاشية داخلية علي كل المستويات التنظيمية للجماعات، وهذا مما لا شك فيه يدعو الأفراد إلى فقدان الثقة في القيادات تماما مثلما تفقد الشعوب هذا العامل مع حكامها، وفي بعض الجماعات الثقة ركن فإذا تهدم ركن من أركانها تهاوت وتهدمت وتفككت، ومن العجب أن يتمسك هؤلاء بالسلطة التنفيذية ويستبدوا بها كأنما يحققون مكاسب ومغانم من ورائها وهم يعلمون جيدا أنها مغرم وأنها تكليف لا تشريف، فلماذا إذا التشبث بها مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه حينما قال للنبي صلى الله عليه وسلم “يا رسول الله ألا تستعملني فقال: إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة حسرة و ندامة، لأن مظنة الضعف حال القيادة هي تضييع الرعية ومن يقودهم، فإذا كان هذا الحال كما نري فلماذا لا نترك هذه المقاعد للقوي الأمين، أم أن العقلية لم تستوعب قيادة أسامة بن زيد لجيش جله من كبار الصحابة وهو ابن سبعة عشر عاما، وقيادة محمد بن القاسم لجيوش المسلمين في فتح السند والهند والصين وهو ابن العشرين عاما، دعوها إن لم تأخذوها بحقها كسيف أبي دجانة، وإن لم تضطلعوا بها، دعوها فإنها منتنة و سوف تسئلون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى