الشبكات الاجتماعية نافذة جديدة للنشر العلمى وتبادل مصادر المعرفة الأكاديمية  

أ.د. جمال على خليل الدهشان عميد كلية التربية جامعة المنوفية الأسبق

لقد أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي فى هذا العصر من الوسائل المهمة والمؤثرة على مستوى العالم ، وذلك فى ظل انتشارها بين الجميع وامكانية الوصول إليها حتى من خلال الأجهزة المحمولة التي أصبحت منتشرة بين كافة شرائح المجتمع ، بعد إنتشار شبكات الإنترنت ، فضلاً عن رخص وسهولة إستخدامها ، وأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية ، و فضاءا ديناميكيا وجذابا يستقطب الكثير من الباحثين لاستخددامها كقاعددة لنشر الأفكار والمعلومات ، لذلك كان السعى نحو استخدامها لخدمة العملية التعليمية والتربوية والبحثية ، أمراً منطقيا ضروريا  ، لنشر المعارف والعلوم وسهولة الوصول اليها وتبادلها بين الباحثين .  فهى تتسم بخصاص فردية تتمثل فى

  • التفاعلية: حيث تمتاز بسهولة التواصل والتفاعل بين مشتركيها لتبادل الآراء والمعلومات ووجهات النظر والأفكار، في حلقات “تفاعلية للتصحيح والإضافة والتوضيح “.
  • اللامركزية: حيث إن بناء المحتوى يقوم على فكرة التفاعل بين المشتركين باعتبار أنهم هم من يبنون المحتوى وليس مؤسسو المنصة ” ومن ثم تتكون شبكة متفرعة لا نهاية لها من المحتوى الخاص بكل مستخدم”
  • العالمية: إذ إن جميع المنصات الاجتماعية ذات فضاء عالمي رحب ومفتوح لا تحده جغرافية المكان والزمان وتصل الرسائل إلى جميع أنحاء العالم بسرعة كبيرة للغاية ” دون حواجز أو قيود، مع قدرة المستخدم على التحكم في تحديد جمهور المتلقين “
  • السهولة: إذ تتميز وسائل التواصل الاجتماعي وشبكاتها على اختلاف مسمياتها وأشكالها بسهولة التواصل بين جمهورها وسهولة الاستخدام والتفاعل بينهم.
  • المرونة: إذ يمكن استخدامها من أجهزة مختلفة كالأجهزة المحمولة على اختلاف أنواعها والأجهزة المكتبية الثابتة والمتنقلة.
  • التوفير: حيث إنها توفر الوقت والجهد والمال في التواصل بين الأفراد مقارنة بوسائل التواصل القديمة المكلفة للوقت والجهد والمال.

فبعد انتشار تلك الشبكات الاجتماعية  وفى ظل التضخم الكبير في حجم الانتاج الفكري بمختلف لغاته  واشكاله بحوث ومقالات وكتب ، والذى اصبح  يشكل اكبر تحدي يواجه الباحثين والأكاديميين في البحث عن المعلومات والحصول عليها ، فى ظل كل ذلك ظهر اتجاه لتأسيس شبكات اجتماعية  خاصة بالاكاديمين والباحثن فقط ،  بحيـث تـوفر لهـم بيئة بحثية غنية بإمكانات تدعم البحث العلمـي، وبـدأت بعـض الجامعـات بالاتجـاه الى تعزيـز تواجـدها داخـل هذه الشبكات من خلال توجيه دعوات لمنتسبيها من الاكاديمين والباحثين والطـلاب الى الاشتراك بهـذه الشـبكات وانشاء حسابات خاصة لهم عليها  ، والتفاعـل مـع أعضائها.

هذه النوعية الجديدة من الشبكات اطلق عليها الشبكات الاجتماعية الاكاديمية Academic Social Network   وهى مواقع قائمة على التجمعـات الالكاديميـة وتتـيح تكـوين علاقـات علمية ما بين الاعضاء وفقاً لاهتماماتهم وميولهم البحثية ويتـا ح بهـا إمكانات النشر العلمي وتشارك المصادر والمعرفة الاكاديمية من اشهرها  academia.edu,، Research gate .Google scholar

هذه الشبكات استقطبت الكثير من الباحثين لاستخددامها كقاعددة لنشر الأفكار والمعلومات ، وعلى شاكلتها ظهرت مواقع التواصل المتخصصة في المجال العلمي هى شبكات تواصل اجتماعى شبيه بشبكات التواصل العامة الاخرى  ، التي أثبتت فعاليتها في تثمين البحث العلمي، ولا سيما مجالي الاطلاع الإفتراضي والنشر.

وقد ساهمت تلك الشبكات بدور واضح في معالجة مشكلة التضخم فى الانتاج الفكرى العلمى ، كما أن انها تمارس دورا فعالا في تطوير آليات وأدوات الاستشهادات والاقتباسات العلمية ومشاركة الأبحاث ، بما يعزز التوجه نحو استخدام هذه المنصات فى النشر العلمى ، وهو ما يتطلب ضرورة حث وتشجيع المؤسسات الأكاديمية للباحثين على المشاركة الفعالة والنشر فيهذه  المنصات الأكاديمية ، وفهم قيم النشر المفتوح لما لذلك من تأثيرات إيجابية على العملية التعليمية والبحثية.

أن هذه المنصات ليست مجرد شبكة تواصل بين الباحثين والعلماء على مستوى العالم فحسب، بل تشتمل على مجموعة من الخصائص والمميزات التي جعلت منها أحد تقنيات المعلومات المهمة التي يمكن استخدامها في معالجة التضخم الهائل في الانتاج الفكري ، وذلك من خلال قدرتها على حصر وتنظيم هذا الانتاج المنشور فيها وبكل أنواعه ولغاته وتخصصاته ، وحفظه ، والتمكي من إتاحته مجاناً لمن يحتاج إليه من المستفيدين ومن ثم يمكن اعتبار هذه الشبكات مصدرا معلوماتياً مفتوح الوصول.[1]

كما تتميز تلك الشبكات بانها تتيح الفرصة للباحث انشاء صفحته الشخصية التى تتضمن معلومات عنه اضافة الى تخصيص مكان فى حسابه يعرض من خلاله افكاره وتجاربه المهنية واحصاءات متعلقة بمعدل نشر اعماله البحثية والاقتباس منها وهو ما يعزز شهرته فى الوسط البحثى ، كما يتولى الموقع بعد ان يقوم الباحث باضافة اعماله مهمة ارسال الاشعارات للاعضاء المهتمين ومتابعى الباحث حول الاعمال الجديدة المضافة الامر الذى يؤدى الى سرعة انتشار العمل الجديد بين الباحثين وجذب المهتمين منهم بموضوعه .

كما تعمل الكثير من تلك الشبكات على توفير ادوات قياسية تعرض لكل عضو عدد القراءات والتحميل للمقالات والمنشورات البحثية التى يعرضها على حسابه ، والذى يمكن استخدامه كمقياس للاثر العلمى والاكاديمى للمنشورات الى جانب عدد الاقتباسات التى حصل عليها وجودة المجلات التى نشر فيها وغيرها من المؤشرات البديلة التى يمكن من خلالها الحكم على جودة الانتاجية الاكاديمية للباحثين .

وعلى الرغم من اهمية تلك الشبكات كاحد الاتجاهات الحديثة فى النشر العلمى ان انه يؤخذ عليها انه يمكن ان يترتب عليها تاثيرات سلبية على المؤسسات الأكاديمية مثل انتشار المعرفة التي يمكن استخدامها بواسطة جهات أكاديمية أخرى منافسة ، وإمكانية تحليل معدل استخدام منسوبى المؤسسة لشبكات التواصل الاجتماعى الأكاديمية من قبل مؤسسات أخرى ، هذا فضلاً عن المشكلات التي تتعلق بالحفاظ على خصوصية معلومات المستخدم وأمانها، خاصةً عندما يكون المحتوى الذي تم تحميله بواسطة المستخدم عبارة عن وسائط متعددة، مثل الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية ، وصعوبة التعرف على أو اختيار المنصة التي تلبى احتياجات الباحث، وقلة عدد المشاركين النشيطين ، وبروز ما يتعلق بقضايا حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالمحتوى.

وفى هذا الاطار يخشى الناشرون من أنْ تصبح تلك المواقع كنوزًا دفينة عامة لمحتوى يتم تحميله بشكل غير قانوني. وفي أواخر عام 2013، أرسلت مؤسسة إلسيفيير 3000 إشعار إلى أكاديميا ومواقع أخرى بموجب قانون الألفية الأمريكي لحقوق الطبع والنشر الرقمي (DMCA)، تطالبهم فيها بإزالة أوراق يمتلِك الناشر حقوق نشرها.

http://space4student.blogspot.com/2018/12/education.html

المصادر:

[1] لمزيد من التفاصيل عن اهم شبكات التواصل الاجتماعى الاكاديمية يمكن الرجوع الى الموقعين  التالىين :  https://docs.google.com/spreadsheets/d/1ip3NjwTAfEcIds4RpppCTIy4jY1q6qTOCBEIFB_Ul2Q/edit#gid=0

https://www.timeshighereducation.com/a-z-social-media

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى