هذيان
ماجد الدجاني | أريحا – فلسطين
(إلى روح من أحببت ورحلت وبيديها مفاتيح قلبي: زوجتي)
تمر علي باكية
طفولة حبنا الباقي
تمر وآهة في الروح دامية
تفجر نهر دمعات بأحداقي
///
رأيتك في حقول الحلم
غافية على صدري
رأيتك كالقطا تلهو بيدر مهجتي
وتنقر حب سنبله
رأيت في الهوى تتراقصين
بفرحة الأطفال
في روض الهوى كفراشة
أو نحلة تمتص من قلبي
رحيق الحب
وصمتي كان ترجمة
تعوض عن مناجاتي
وحبك كان قافيتي
وأوزاني وأبياتي
وحبك كلن أجمل نبضة في عمق أعماقي
وحبك أنت ترياقي
وحبك خالد باق
وحبك لم يزل شعرا يترجمه
إلى كل اللغات عميق إطراقي
///
تمر حكاية الأمس التي تبقى ببال البال
وكانت فوق ما في الكون
من سحر وكل خيال
وحبك أجمل الأحلام
أغلقت العيون عليه
في حذر نوافذ جفنها
وأرقته من الوسواس والخناس
وقلبي كان يحمل للهوى قيثارة
ويدندن الألحان
كان هواك ناي الروح والأنفاس
مشينا فوق شوك الصبر
ذقنا المر
كان هواك أجمل رحلة في العمر
كان الحب بوصلتي
ومجذافي
وساريتي
ومرساتي
وكان فنار مينائي
وكان هواك مصباحا بمشكاتي
وكان ككوكب دري
وكن اللؤلؤ البحري
///
تلاقينا وكنا نحسب الأيام
طوع بناننا
نصنعها كما نرنو
وأن زماننا سيظل رقراقا
على خفقاتنا يحنو
ومن فرح شفاه الليل
تقرع تشرب الأنخاب
تصب الطل للأزهار
كان الزهر يشرب باسمنا الأنخاب
وما كنا نفكر أن هذا الكون مثل الغاب
وأن زماننا الغدار كان
يسن سكينا
يعد لقتلنا الأنياب
وأن شهوره وسنيه ستكون
محض ذئاب
///
تمر علي ذكرى حبنا
وهواك يؤويني
ويحييني
يظل دم الشرايين
وما سيظل في قلبي
إلى الأبد
وترتسمين فوق دفاتري
في أسطري
في الحلم في صحوي
فكيف أحب بعدك والفؤاد على
هواك اليوم منغلق
ومغلقة نوافذه
رحلت ولم تعد أبدا
مفاتيح الفؤاد معي
لك الرحمان يا أمسي
وبهجة حاضري
ودفاتري وغدي
لك الرحمان ليست مهجتي بيدي
وحبك في الضلوع حديقة عبقت
وحبك لم يزل في القلب أمر الواحد الأحد
فكيف أحب في يوم سواك
ولم يعد قلبي ولا سمعي
ولا بصري
وأيم الله ملك يدي
