الناي

عبد الله الكعبي | سلطنة عُمان

على كتفي عابر صاغني بأصابعه دقة وصمودا
فأيّ الجهات أغادر حتى أعود …
ذهبت إلى ضفتين لعلّي أقابل نفْسي
وجدت الحزين الذي مس قلبا وصاح:

أحبّ حوار العجائز عند العصيرة حيث أنام على حجر أمي
يقلّبني نفَس امرأة عانقت ذكريات اليمام
على كابلات الشوارع
يطير بمنقاره عاليا ذاك آكل نحل
يضمّ سدى ريشتين من الأبجديْ
يلحّنني غسق الضوء حين تسرّ المرايا لصورة العاشقات
كأني أٌجَرُّ من النخلة السامقةْ
فأيّ الأغاني تجيد غنائي
أصوت الكمان يضاهي غروري ؟
أنا نفخة فيّ ترجعني للجنود لكي يمسحون على صورة عائليةْ
يزيلون صمتا ثقيلا وتنْتفض الذاكرةْ
يلاحقني قائد الفرقة العصبيُّ لعلّ شجون المسامات تعلي حنيني
لذا النايٍ صدق يمر على عجلات حقائب الراجعين…
تقول فتاة الشوارع حين تبيع الورود عليهم: هم العازفون
كما طفلة تلتقينا تريد لنا البوظة الجائرةْ
يصيب الناظرين إليّ ذهول الانتظار أمام القطار
كأن أزيز النقود التي سقطت نغمة تشبه العطور
سدى يحتويني السؤال
لماذا النشيد الهلاميّ مثل بكاء الوطن ؟
لماذا ترى الشرطة الواقفين أمام العجوز صغارا ؟
لماذا الحروف التي تنتقيها النساء الجميلات كثيرةْ؟
أمامي صبيّ يمرن جزءا من العضلات
وينسى اللسان
بوسط الضجيج يعود الهدوء سريعا
يدبّ على لوحة الخضروات
وينثر كل التساؤل عني
إذا حضر الحب يمضي الزحام
وأبقى قويا كصوت الكمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى