أدب

أين كنتم حين وقع الزلزال؟

زلزال سورية وتركيا

بقلم: أحمد جمعة

-١-
كنت أمارس الحب وحيدًا
عبر صورةٍ
في مخيّلة الشعر،
يمكنك يا سيدي رفع بصمات قلبي
عن آهة الحروف
وإن لم تجد في كلّ دقّةٍ
ابتسامة حبيبتي
يمكنك سجني للأبد
في الاشتياق!

-٢-
كنت ألاعب طفلة الحب
التي استيقظت في روحي،
كانت تبكي جوعًا
ولا حليب بين يدي دموعي
أحضّره لها،
أنت يا سيدي لا تعرف
ما تعنيه دمعة
تسقط من عين طفلة
الحب!

-٣-
كنتُ أقلّب لأمّي قلبها
كي لا يتعفّن على سرير الانتظار
عبر اتصال الفديو،
الغربة مرضٌ مزمن يصيب
قلوب الأمهات
ووحدنا الأبناء الهاربين
من بين فكّي الوطن
نسدّد فواتير
رقادهن!

-٤-
كنتُ عائدةً يتقاطر من ملابسي
ماء رجلٍ
خرج من النص واغتصب فكرتي،
يمكنك أن تسأل سائق البلاغة
الذي أنقذني
في عربته المدهشة.

-٥-
فقط اسأل صاحبة الشقّة رقم (حبّ)
في عقار اللهفة،
فعلى عنق شوقها
تجد آثار لدغات رسائلي،
حتى إنّك يمكنك مراجعة شريط
وحدتها
فعليه تجدني أرتّب لها أحزانها
بينما هي ملتهية
في تحضير
أنوثتها!

-٦-
لا دليل لدي؛
فلا أحد يعرفني غير أمّي،
أمّي التي لم أرها غير صورة
حيث ولدتني تحت الركام،
أرجوك احتجزني
مع صورتها
داخل برواز
للأبد!

-٧-
كنت أحادث أبي وأمّي عبر الفديو
وفجأةً اسودّت الدنيا،
كانت ذراعة حول كتفها
وهي مثل فراشةٍ
تحتويها وردة،
يمكنك يا سيدي إخراج جثتيهما
والنظر في عينيهما
ستجد آخر نظراتٍ عليها
وجهي!

-٨-
واااء
واااااء
وااااااااء

-٩-
كيف تسألني
وأنا ضميرك الذي دفنتَه
تحت أنقاض
الحقيقة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى