أدب

غيوم أرّقها دبيب الانتظار

نص ولوحة: لبنى ياسين

كنتُ أصبُ كؤوسَ الليلِ
ليشربَ الفاسقونَ نخبَ هزيمةَ قلبي
أنفضُ غبارَ اليقينَ عن جسمِ نعشي
ألملمُ قلقَ العابرين فوقَ نزفي
يتعمدون الغوصَ بأحذيتهم
فوقَ ملحِ دمي
أمشطُ أرقَ أرصفةٍ
تبعثرتْ ذاكرتي على زواياها
وأرتدي كفنَ النهاياتِ البكماء. * لنتظاهرَ لحزنٍ واحدٍ فقط
بأنَّ الآهات تتساقطُ لتموتَ
وأنَّ الأحلامَ قادرةٌ على التعافي من وعثاءِ الزمن
وبأنَّ نحيبَ السواقي
لا يعني أنها تشتكي للغيم كابوسَ جفافِ عيونها

لنتظاهر لخيبةٍ واحدة فقط
بأننا لا نتعثرُ بأشلاءِ أحلامنا
المعلقةِ على جدران ذاكرةٍ مثقوبة
تنزُّ منها ثرثراتٌ يابسةٌ
تشطبها الريح وتبقيها جثثاً جفلى
بانتظار تفسخ حنينها

لنتظاهرلسقوط ٍواحدٍ فقط
أننا قادرون على الوقوف
دونَ أنْ ينشرخَ كبرياؤنا
وأنَّ المطرَ الكيميائي كما المطر الإستوائي
لا يعدو عنْ كونهِ بكاءً ساذجاً
لغيوم أرّقها دبيب الانتظار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى