مقال

مواهب في غياهب الظلمة

بقلم: د. قاسم النفيعي|اليمن

      كثير ما انبجست، وانفجرت مواهب، في شتى مجالات الحياة، في القرن الواحد والعشرين.

وفي كافة الأصعدة، والتكنولوجيا، وتكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والاختراعات، وتفتحت العقليات، ولكن عند الأقليات. من الشخصيات، ومثل هكذا من الانفجار يعد عالميا،وليس محليا.

وتتمثل المواهب في جل إبداع، وسواء أكان في الأداء العلمي، والمعرفي، والتقني، أم في كافة المجالات الطبية، والصناعية. وسواء أكان الابتكار مدني أم عسكري، فردي أم مؤسسي. ومما يلحظ مشاريع التخرج لدى كليات الهندسة،وكيف استطاعت أن تبتكر، وتخترع سيارة على الطاقة، وكذا طائرة. وكذا فردي كما فعل أحد الشباب اليمني حيث ابتكر قناة تواصل. ودكتور أكاديمي حيث ابتكر منظومة شعور وأحاسيس لربورت آلي وجعله يتكلم،ويحس حسب النظام المفعل عبر شبكة برامجه.
ونرى آخر في الطب يبتكر جهازا طبيا عالميا يستخدمه ذلك المصاب بداء الفشل الكلوي، فيغسل وهو في البيت،والدكتور يتابع حالته من أي مكان. وعليه قس.
الشاهد:
ثمة مواهب في غياهب الظلمة.الكل كان يحلم بمستقبل أفضل. ويطمح إلى عمل ماوراء المستحيل، وكل باسمه، وصفته، ولقبه، وهويته، وكل في مجاله. ومجال عمله نظريا كان أو عمليا، أو تقنيا. ولكن غياهب الظلمة، وتسلط الظلمة، وثمة معاملات سيئة، واستخدام أساليب ملتوية، لتحطيم، كل ذاكرة، عبقرية، فعمدوا إلى إيصاد الأبواب، وجعل كل حسن خراب، وكأنه عذاب، بل هو اختبار، وإبتلاء، جعل من أصحاب المواهب يقفون عاجزين عن تفسير،وتحليل الواقع،وأصبح الحليم حيران. وكل المشاريع توقفت، بسبب الإيدلوجيات القامعة.ليس بالمواجهة، ولكن بالتضييق، وصعوبة العيش، وعدم تلبية الحاجات، من مواد خام، وعدم وجود ميزانيات التكلفة، وكذا انعدام الرواتب، وإقصاء المواهب، وجلب البدائل بالسالب، وأصبح الكل حانب، بمنظومة مطالب، وصارت المواهب ،عالقة،بالمحانب،وإن ظهرت خافت المخالب. رب العالمين. بحق اسمك العظيم، وبركة رسولك الكريم ،وأصحابه الحبايب، وعلي بن أبي طالب. إلا يسرتها لنا ولكل إنسان ضاق حاله وصار حانب،وأن تحفظنا وأنت خير الحافظين، وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد). وحسبنا الله ونعم الوكيل. لنا آمال، وبوسعنا نخدم يمننا، ونفديه بأرواحنا،ودمائنا. وكل في مجاله. ولكن! كيف نتغلب على التثبيط؟ كيف يظهر ذو الكفاءات،والطموح،وأصحاب الرؤى السديدة؟ بل كيف نضمن لهؤلاء المبدعين حياة كريمة،؟ أما ترى كيف أصبح المعلم طاهيا،خبازا؟ وكيف صار الأكاديمي مقوتا،وعجانا؟ وكيف صار الطيار ،والمهندس على الدراجة النارية محمل؟ بل ثمة كيف وكيف. وخيراتنا ورواتبنا وثرواتنا تذهب مع الفيفا؟
يراسلني البعض من أنت؟ ألك حلم تود تحقيقه؟ أو ما درى واستشعرى أننا نترنح بين الفناء والبقاء؟ لكني ومن هنا ،وأعلنها للملا. أن هممنا تناطح السماء ،وتأبى أن تكون في الثرى بل في الثرياء.
ياصاح. لقيمات تقمن صلبك،وجرعة ماء،وثلث للهواء ذاك المبتغى. لكن أفراخا ينتظرون العشاء. وأم ثكلى،وأب يرقد في الثرى. وثمة مرضى.
وطني أصبح جيله مشردا.فالبعض يموت غدا وآخر غرقا،ولبعض أصبح في الصحراء مجندلى. فأي طموح يتحقق في اشتعال الغلاء، ولا خير نما،ولا موجود قضاء. دونكم عني فلا تسألوني من أنا؟ فأنا قاهر الأحداث،والعداء. أنا سائر نحو العلى، وبإذن الله منتصرا. صلى عليك الله ياعلم الهدى. وصحابته، ومن نوى واقتدى. حتى أنتهى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى