فنون

سماء يحيى من نوستالجيا عرايس الخبيز الى عوالم معرضها الأخير: سرجي مرجي

بقلم: أحمد صفوت

شاعر ومؤلف أغاني ومخرج صحفي سابقا
فنون تطبيقية عام 1979

أقامت الفنانة الدكتورة سماء يحيى معرضها الاخير المعنون سرجي مرجي والمستمر منذ 5 الى 19 مارس 2023 الجاري في جاليري سماح بالزمالك هذا الحي العريق الذي يطل على النيل من جوانبه جميعها ويعتبر جزيرة نيلية بهيجة تعج بقصور وفيلات المجتمع الراقي الأسبق كما يحتوي على ثلاث كليات فنية هي كلية الفنون الجميلة كلية التربية الفنية وكلية التربية الموسيقية.


سماء يحيى و للمرة الثانية او الثالثة تواصل العمل لخدمة قضيتها التي بدأتها منذ فترة طويلة (بتعبيرها هي …كضمير لأمتها المصرية) وهي قضية إحياء وحفظ التراث والحفاظ على الهوية المصرية دون اللجوء للآخر أو الى التغريب فهي بحق قد خرجت من مجرد الذكريات او النوستالجيا وانطلقت في بحور غنية ومزدحمة من تراثنا الذي تتنوع مفرداته وتتجسد في كل مقومات حياتنا المصرية التي عشناها وتربينا وكبرنا على هديها فهي تعيدنا من خلال معرضها الى نقطة البدء وكما تقول أغنية وردة في أغنيتها (ذكريات الطفولة البريئة) التي وان لم نعشها بحذافيرها إلا أنه ولابد أن نكون قد عشناها عبر أغاني الأطفال التراثية التي من المِؤكد اننا استمعنا اليها من أب أو أم أو جده تهدهد به طفلها فهاوها هي تختار سرجي مرجي اسما للمعرض ومن منا لا يذكر
واحد اتنين سرجي مرجي…
انت حكيم ولا تمرجي
أنا حكيم الصحية … العيان اديله حقنة
والمسكين أديله لقمة
حج حجيجة بيت الله
والكعبة ورسول الله
بدي أزورك يانبي .. ياللي بلادك بعيدة
فيها أحمد وحميدة
حميدة ولدت ولد سمته عبد الصمد
مشته عالمشاية
خطفت رجله الحداية…


انها تواصل الانتقال بنا الى واقعنا واساسنا وحياتنا التي نفتقدها الآن رويدا رويدا بفعل تغلغل التكنولوجيات الحديثة التي لم تتوقف منذ سيطرت الثورة الصناعية بآلاتها الى تحطيم كل ما هو جميل بل أيضا ابتدعت لنا بدعا جديدة تتمثل في إنشاء الإنترنت وعوالمه والآن اصبح علينا التحدث مع شخصية افتراضية يسمونها شخصية الذكاء الصناعي…(شات جي بي تي )
فإذا سماء تضغط على دواسات كبح السرعة وتهبط بنا من كل هذه الأوهام الى واقعيتنا الأصيلة … الجميلة الذي عشنا فيها (من يوميها) أو من زمن الزمن
سماء يحيى التي بدات التجربه سابقا في معرض (عرايس الخبيز) والتي تضمنت البدأ في تقديم مجسمات ومنحوتات خامه البرونز والتي كان جيل الأمهات يدرب الأطفال ويشجعهم وينمي ابتكارياتهم ويساعدهم على اطلاق خيالاتهم لصنع مجسم من قطعة الخبيز فقدمت تمثال او مجسم فستان العروسة المصنوع من البرونز المصبوب في قوالب رملية ليعطي احساس قطع وتماثيل الخبز التي صنعها الأطفال من العجين.


وها هي في نفس الاتجاه تطور الفكره وفاءا لقضيتها واستمرارا في بحثها الدؤوب فتخصص هذا المعرض كلية لفن النحت وخامه البرونز وكما ذكرت فقد أرادت ان (تطير البروز) كما ذكرت في حديثها التليفزيوني فنلاحظ انها تستخدم مسطحات البرونز كثيرا بعد إضافة زخارف و موتيفات الفن الشعبي المصري فوقها في التماثيل … كما جائت مواضيع الأعمال لتحاكي عوالم سرجي مرجي من المشاية الشعبية (الكراتة) الى الدراجة الطفولية و الى العروسة القطن ومن الأطفال الى الفتيات وقتها واللائي كان لابد لهم من ضفيرتين تحويان فيونكات معروفة في نهاياتها ويرتدين الفستان الشعبي بالكلوش الساقط والسفرة … وحتى الطيارات الورقية واحتوى المعرض ايضا على مجسمات لحتحور وقد طيرت شعرها وأطلقته من وتمثال صغير يفيض حنانا ورقة لأم السعد المبتسمة دائما رغم أهوال ومصائب وعوارض الدنيا استمرارا في طرح فكرة الأصالة والتراث المصري القديم المبتسم في وجه المحن دائما كما جائت تماثيل الأطفال و الحصان المشهور في تراثنا الشعبي العربي وكذلك عروسة المولد كما احتوى المعرض على أاعمالا اخرى كالإناء الذي يحمل وجة فتاة من الأمام ومن الخلف وجه صبي وكان لابد ايضا من وضع تمثال فستان العروسة ليكون المفتاح الى عوالم سرجي مرجي الساحرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى