ديوان البيدر في ندوة اليوم السابع
الديوان من الشّعر الشّعبيّ الفلسطينيّ، تأليف أ. د.يوسف ذياب عوّاد
القدس | ديمة جمعة السمان
ناقشت ندوة اليوم السّابع الثّقافيّة المقدسيّة ديوان “البيدر المعنى والمغنى”، وهو من الشّعر الشّعبيّ الفلسطينيّ، الديوان من تأليف أ. د.يوسف ذياب عوّاد، صدر الدّيوان عام 2021 عن مركز التّراث الشّعبي”جفرا” في جامعة القدس المفتوحة، وقدّم له الدكتور حسن طاهر ابو الرُّب ويقع في 104 صفحات من الحجم المتوسّط.
افتتحت الأمسية ديمة جمعة السّمّان مديرة الندوة فقالت: أهدى الشّاعر ديوانه إلى روح أبيه وروح أّمه، وإلى أسرته، وإلى أرواح من جعلوا من الشّعر الشّعبي هويّة لشعبنا، وقد خصّ الشّاعر يوسف عواد المرحوم نوح إبراهيم تحديدا بالإهداء. كما أهدى ديوانه إلى عشّاق التّراث الفلسطيني.
قدّم للديوان د. حسن طاهر أبو الرّب، إذ وجد فيه قيمة فنّية وأدبيّة وشعبيّة، واعتبرها إضافة مميّزة للأدب الشّعبي بما أرّخت له من مناسبات كثيرة، مرّ بها الشعب الفلسطيني والأمة العربية، بل والعالم أجمع. وفي ختام التّقديم سأل الله للشاعر التّوفيق لكل خير وفلاح، وتمنّى لهذا الإصدار أن يكون فاتحة خير وبشرى لتميز وإبداع دائم. قسّم الشاعر ديوانه إلى خمسة أهداف، أو كما أسماها (أغراض). كان غرضه الأول للاتّجاه الوطنيّ، وقد شمل خمس عشرة قصيدة. كان الوطن حاضرا بعاصمته ومدنه الصّامدة بهمّة شعبها البطل المقاوم، فكان الشّهيد والأسير.. ولم ينس صفقة الذّل والعار، صفقة القرن، إذ خصّص لها قصيدة منفردة، قال فيها:
صفقة القرن عار ومذلّات
ما نقبلها رغم الضّغوطات
الأرض إلنا ونحنا صحابها
وال ما يعجبه يبلع بحيرات
أمّا الغرض الثاني فكان الاتّجاه الاجتماعيّ، وشمل أربع عشرة قصيدة، تصدّرتها ذكرى وفاة الوالدة. كما كان للمرأة نصيب، ولداء كورونا نصيب. ولم ينس المعلّم. كما تطرق للعادات والتّقاليد. أمّا الغرض الثّالث فكان للذكريات والحنين، فقد استحضر أيّام الطّفولة، وأيّام الأمّ والجدّة، وذكريات العيد، وتحسّر على أيّام زمان، وعلى أيّام المحبّة. أمّا الغرض الرّابع فخصّصه الشاعر للحكم والنّصائح والأمثال الشّعبيّة من خلال قصائده الخمسة. فقد ركّز على أصالة الإنسان، وحثّ على الصّبر، وأكّد على ضرورة حبّ الإنسان للإنسان، وتجنّب الفتنة إلخ من نصائح… وممّا أعجبني:
يا ناس حيّوا بعضكم.. الموت عالبواب
تراها الكراهية شرور وعذاب
وافرش طريق الآخرة بخيرات
وعا قد النّوايا بتنول الثّواب
أمّا الغرض الخامس فقد خصّصه الشاعر للإيمان والزّهد والاستغفار والصّلاة على النبي، والرّمضانيّات، والحثّ على عمل الخير. جميل أنّ الشّاعر قسّم ديوانه إلى أغراض، وقد أعطى كلّ غرض من الأغراض حقّه. كتب قصائده بلغة جميلة شعبيّة، باللهجة المحكيّة البسيطة. وعلى الرّغم من أن الشّعر المغنّى لا يعطى حقّه إلا مسموعا، بصوت صاحبه المليء بالأحاسيس والمشاعر والأداء الجميل، إلا أنّني عند قراءة قصائد “البيدر” وجدت نفسي أغنّيها بنغم محبّب بشكل عفويّ. حقّا، لقد جمعت القصائد بين المعنى والمغنى، وأدّت الغرض من نظمها.
وكتب عبدالمجيد جابر:
نظرة لغوية على ديوان البيدر .. لغته: الدّارجة الفلسطينية بين الدّارجة الفلسطينية ولغة الديوان في هذه العجالة سأتوقف فقط على موضوع اللغة وبعض الخصائص اللغوية لضيق الوقت.
اللهجات العامية
موضوع دراسة ديوان البيدر جدير بالدراسة كغيره من اللهجات العربية التي اهتمت بها الدراسات الغربية وبعدها الجامعات العربية، حتى غدت ركنا من أركان الدراسات اللغوية، فالدكتور لور درس لهجة القدس، والدكتور ماتسون درس لهجة بيروت، والمنسنيور فغالي درس لهجة كفر عبيد اللبنانية، واشتية كتب في لهجة تونس، ومارسي كتب في لهجة تلمسان، وغيرهم الكثير، ومن بواكير الرسائل الجامعية التي نوقشت في جامعة القاهرة في اللهجات: لهجة الجزيرة للدكتور عبد الحميد طلب، ولهجة إقليم ساحل مريوط لعبد العزيز مطر، وغيرها كثير، ومنها دراسة صوتية صرفية للهجة مدينة نابلس الفلسطينية لمحمد جواد النوري، ورسالة الخصائص الصوتية والصرفية للهجة جبل الخليل في ضوء علم اللغة الحديث لعبد المجيد جابر، وقد أشرف الأستاذ الدكتور المرحوم رمضان عبد التواب رئيس قسم الآداب سابقاً في جامعة عين شمس على الرسالتين الأخيرتين .
كان بودي أن أحلل قصيدة من ديوان البيدر، لكن المجال هنا لا يسمح لضيق الوقت. وغرضنا من هذا ليس الانتصار للّهجات، وإنّما حفاظا على اللهجة الفلسطينية، بحيث لو أصاب هذه اللهجة مستقبلا تحريف أو ابتعاد فستكون تلك الدراسة هي الفصل والمرجع، بالإضافة إلى أنّ هذه الدراسة تقوم على تسجيل مرحلة من مراحل النطق والتعبير اللغوي لهذه اللهجة في مرحلة زمنية محددة؛ حفاظا على التراث الشعبي الفلسطيني الذي يتعرض للتّشويه والتّزوير والسّرقة، والمحافظة على الهوية والشخصية الفلسطينية، ومعرفة أصولها العربية الضاربة في القدم.
نفحات لغوية في ربوع البيدر
ص 9 قصيدة الصحفي معاذ
بحالنـــا ياما نشـــــوف وياما نعوف
مشوارنا طويل بــدو همّه وعوافي
ما بدهم حد ينقل شو بشوف
بدهم تكــون بطريقتهم السالف
تكررت كلمت “ياما” مرتين، وهي تتكون من منادى في الآرامية، ومعناها “يا أمّي” وفي المقطع السابق تكرّرت كلمة “بدهم” أيضا مرتين، وأصلها في العربية “بدا لهم” فحصل نحت وهو اشتقاق كلمة من اثنتين” ويقول صاحب البيدر:
القدس عم بتصيح عالمكشـــــوف
وعربنا ما فيهـــم شـــــوية حصافة
ومن خصائص الآرامية وضع الاسم قبل الفعل، فنقول : فلان قال ، بدلا من قال فلان على القاعدة العربية، ومنه: القدس عم بتصيح عالمكشـــــوف فيقدم الشاعر الاسم : “القدس” على الفعل “تصيح” عالمكشوف؛ أي “على المكشوف” فحصل لحرف الجر “على” طيّ أو قطع الأخر وهو الألف. “بِتصيح” وهو كسر أول الفعل المضارع كما في الآرامية ولهجة قبيلة بدوية. وسكان فلسطين ظلوا يتكلمون الآرامية والسريانية (واليونانية في منطقة الساحل) لعدة قرون بعد وصول عرب الجزيرة إليهم وتعريبهم، وذلك على الرغم من فرض اللغة العربية عليهم في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (685-705م)، الذي أصدر مرسوما بفرض اللغة العربية على رعايا الدولة الإسلامية، ومنعهم من استخدام لغاتهم الأصلية في التداولات الشفوية والكتابية. في ص 17 يقول الشاعر في قصيدته “الوطن مثل الصّخر”
الوطن يا ناس ذخر
وشاهد قرب
فيه أمكوأبوك
اللي ربّوك وربربوك
الوطن يوم تغترب
ضميرك يأنب
ويعذبك
وشوقك يلتهب
ويظهرفي السّطور السابقة تسكين كاف المخاطب كما في الآرامية، في نحو: أمك،أبوك،ربّوك،ربربوك ،ضميرك،يعذبك، وشوقك
ويقول الشّاعر في نفس القصيدة:
عرس الوطن
أمل
بدّو جهد
بدّو عمل
ونبقى مع بعض
ولقد تكررت هنا لفظة “بدّو” هنا مرّتين، وهي اختصار لعبارة “بِودِّه” من الودّ في اللغة العربية. والأفعال المضارعة: “تِغترب” و“يِأنب” و “يِعذّب” و“يِلتهب” و“نِبقى” وفي كلّ منها كسرت علامة المضارعة في أوله على طريقة السريانية أو الآرامية. ويقول الشاعر في يوم الأرض
ومن دون هيك ش راح يتحرر = الفلسطيني يا صاحب تضحيات
و“هيك” كلمة أصلها في العربية “هكذا”
وفي قصيدة “الوحدة أساس”:
لو قلوبــــنا ع بعض مــــثل عيــــــونا
مــــــا ظنيت هالأعادي بيغلبــــونا
خلــــــوا مواقفنا عالـــوطن موحده
راح اللـــــــــي عم يرعبونا يخافونا
ع بعض وعالـــوطن: و“عَ” في الكلمتين السابقتين من “على” حيث حصل طيّ أو قطع فحذف الحرف الأخير الألف. هالأعادي: أي هؤلاء الأعادي .
وقالت سامية ياسين:
هنيئا جُدت يا يوسف
بهذا الزّجل والمعنى
بيدر والمغنى يتجلى
وكرم المعنى يتدلى
وقوافي الشعر بتراث
بهذا الزّجل تتحلى
نغمات العز والماضي
بتراث الاصل كم جذلى
وعشق الوطن وضاء
وهج كالبدر يتعلى …
صدر ديوان الشعر باللغة الشعبية الزجلية المحكية لشاعر الزجلي أ. د يوسف ذياب عواد بعنوان البيدر معنى ومغنى ويتألف من ١٣١صفحة وقسم الديوان الى عدة موضوعات ؛- دينيه سياسية اجتماعية ووطنية وما برز في ديوانه هو الحنين الى التراث الأصيل بكل مكنوناته في العهد السابق والشوق الى عودتها في نفوس ابناء الوطن . العنوان -البيدر لها عدة معان ودلالاتفي اللغة فهي كلمة عربية يلفظها العرب تعبيراً عن عمل الحقل والحصاد البيدر: (مصطلحات) * بفتح الباء وسكون الياء ، جمع بيادر . لفظ معرب، الموضع الذي يجمع فيه الحب. (فقهية).. عتبة العنوان كعتبة نصية لها دلالاتها فالعنوان لا ينطق عن الهوى بل يأتي لإثبات شيء واقع في نفسية الشاعر، فمن خلال هذا العنوان نلاحظ أن الشاعر حرص على أن تتحرك القصيدة في نطاق مكانية العنوان، الشاعر د.ا يوسف ذياب عوادانتفض بحرقة من أجل الوطن وفاضت قريحته فكتب عن يوم الأرض والشهادة وعن هوية الأرض وتراث الوطن إنّ التضحية تعبير بارز في اشعار يوسف ذياب عواد… في شعره الزجلي باللغة المحكيةالمسجوعة القريبة إلى واقع الحياة النمطية التقليدية
١ – تطرق في ديوانه إلى عدة موضوعات ومنها :-
الجيل الصاعد الحث على التمسك بالوطن، ثم ينتقل ليتحدث عن صفقة القرن التي تدور حول المؤامرات بلغة بين المحكي والفصحى، بأسلوب ذم يعود ويركز على الوطن بلغة الوصف المسجع الجميل الوطن مثل الصخر
الوطن عصفور الوطن ذخر.
علم وسلاح وبحر ترش عليه ملح
٢ – اللغة : اعتمد في شعره الزجلي على اللغة المحكية المسجوعه القريبة إلى واقع الحياة النمطية التقليدية.
الأساليب الفنية
استعمل الاستعارات البلاغية والكناية في كتاباته.
٣- المكان في شعر يوسف ذياب له أهمية وحيّز كبير، وهو حجر الأساس وصلب موضوعه في أشعاره الزجلية التراثية.
عندما قرأت أشعاره عشت الحدث بكينونته، فالقارئ يشعر بوجود نفسه بين دفات الماضي في الزمن الجميلالبسيط الخالي من الخبث،المترابط بالوحدة والإنسانية واللحمة الاجتماعية.
الوحدة السادسة:فيها تنوع سياسي ديني اجتماعي،تطرق فيها الى عدة موضوعات مثل دلال المغربي الفدائية، ثم الاهتمام بأمور الدين مثل الإسراء والمعراج .
ثم يعود الى السياسة، الانتخابات ويحفز على الاهتمام بقضية القدس وليس العزوف عنها والتمحور في القضايا الشخصية، هذا ما وجهه للمجتمع حول الانتخابات.
الانتقال الى المقاومة والثورة مرةأخرى
شعب بلا عتـــاد يصـــــــــــــــمد ويقاوم
وغيرهم عتــــادهم لا يعـــــــد ويساوم
٤ – استعمال أسلوب الوصف الدقيق:
الشعر يكشف عن الموصوف وعن هيئته وحاله، ويزداد الوصف دقّة بازدياد المفردات الدالّة في اللغة، والوصف الشعريّ هو الأكثر وقعًا من الشاعر في المتلقّي أو السامع.
٥– المكان :
المكان دلالة رمزية بعد شحنه بمعان ذاتيّة تعبّر عن أحاسيس الحبّ والوفاء والولاء للمكان، بوصفه جزءا من هوية الأمة. ولذلك، شخّص المكان وكافة الموجودات الجماد وضخّوا فيها دماء الحياة؛ لتتمتع بحيوية البقاء والخلود.
وصف القدس وتاريخها وجمالها ثم الجليل الناصرة وأمّ الفحم … ويعود الى مولده نابلس الأبية المناضلة بلد النار والشهداء بلد التاريخ والبطولات بلد الدين والأنبياء. طابع الغربة في الوطن دلالة على سلب الحق في العيش بكرامة في الوطن الفلسطيني، صاحب الأرض والحق المسلوب على يد الاحتلال الغاصب. تغنى بجنين مدينة النضال بطبيعتها وجمالها الساحر ووصف أزهار اللوز كالعروس التي تطل بفستانها الأبيض، كروم التين والعنب وعن الألفة بين الناس وغيرها. ثم انتقل ليمجد أمجاد العرب صناع التاريخ بنضالاتهم وبطولاتهم سواء كان بالكلمة المغناة أو الانتقال الى الباب الآخر من الديوان وهو الناحية الاجتماعية .
– رثى والدته وذكر محاسنها ولوعة فراقها. للأصدقاء حصة الأسد بالرثاء بلغة شعبية مبسطة مضخمة بالشجن تخرج من القلببقوله:
“أبو ليـــــــــل الأصيل والشاعر الزجال ســــــادن تراث الشعب والأعمــــــال…تركْتَنا بحالنا ودموعنــــا بالعيــــــــــــن.
ثم ينتقل لتهاني والفرح؛ ليجعل وميض السعادة رغم الألم والحزن في فلسطين ” من رحم الألم يولد الأمل”.
-أخذ جانب الناس والإنسانية وتنوع الناس بالتعاون والتعاون مع الآخرين وهناك ناس لهم وجهان عنوان القصيدة يحدثنا ما بجعبتها.
-المعلم إرث كأثر الفراشة لا يزول مجده الشاعر وأعطاه التقدير، وتغنى بخصاله وتضحيته من أجل العلم ووجوب تكريمه وتقديره
٦- حث الكاتب على مساعدة الاخرين ودعم الناس لبعضهم البعض وطيب الأنفاس، كما حث وشجع الناس على مساعدة الفقير.وتطرق لموضوع احترام الأمّ وتحية الأمّ الفلسطينية، وكما ذكرت بعض الومضات الشعبية، والأمّ لها قداسة خاصة، فهي المدرسة الأولى لتنشئة الجيل الناشئ.
٧ -دور الجيرة له أهمية على البعد الاجتماعي مثل: المودة والمحبة بين الناس،أمّا اليوم فيتحسر على ما مضى، يوجه انتقادات لاذعة على عادات سيئة في المجتمع، مثل انعدام الضمير، البعد وعدم الألفة إلخ.
قصيدة النميمة هي إحدى العادات السيئة التي نجترها سلبيا، وغير محبذه فهذا أمر يحاكي الضمير؛ ليجعله في صحوة؛ كي يعزف عنها المجتمع العربي في الوطن.
موضوع المرض: من الأمراض والأوبئة الكورونا الذي تفشي بشكل مفاجئ في العالم، وقتل الكثير من الناس والمرضى بسبب نقص الأوكسجين .
مثلا قال:
بطول “عمــــــرنا عم نتنفس ببلاش كل الشـــــكر والحمد لرب العالمين
ناس بتمـــرض وناس بتموت
بتساقطوا مثــــل أوراق التوت
تغنى بالمرأة وأهميتها ودورها في المجتمع
الثامن من آذار وأســاس البناء
المرأة نص المجتمع وأمّ أبناء
من دون المرأة لا جمال ولا خلق
المرأة تدبير وحب وخـير وعطاء..”
الفصل الثالث: في هذا الفصل تحدث الشاعر عن ذكريات الماضي والحنين له، الحنين الى الطفولة، تطرق إلى الألعاب وبساطة الحياة والتسامح بلغة مشوقة سلسة عن “ستي “يقول الشاعر من أجمل الأيام.. أكلاتها الزاكية وروحها الندية وقصص الغول وغيرها تراث جميل جدا. لكي لا يغيب عن ذهن الجيل الصاعد . يستأنف بحسرة تغيّر الأحوال في عادات الناس والبعد المستفحل في المجتمع: “مـــــــين اللي عَيّدْ ومـــا عيّدش مين كان الخـــــــال والعــــم مثل ضيفين بِسِـــدْر البيـــــــت مرتاحين هالثنين، وكانـــــون نار ودلات وفنــــــــاجين، جوزين زغاليــــــل كبار وجاجتــين وصَـــواني مْحَمرةْ وريحـــــــــة لوين. وبعد الغــــدا شـــاي ثقيل وكأستين وننــتظر َتايجي العيـد والعـمر مديد. حــــان الوقـــــت وشرفتنا يا عـــــيد الناس أُلفــــــة ومحبــــــــــة وطيبين والعيدية بســــيطة حبات من قطين، كـــان الولد يتعب تَيْحــوش قرشين يشــتري سوس ويْمَلّــي جيـــــــــبتين”
الحاكورة تعبير شعبي يعج بالحياة والخضرة، الدلالة على الزراعة الطبيعية،المطر يروى الأرض وينبت الأعشاب الطبية، يؤكد على الأغذية الصحية وحياة البساطة. ذكريات الأمّ مواسم الزرعالشتوية وأكلاتها . مثل الهيطليه وغيرها، مثلا:
مـــان نوكل الخبـــــــــز بالشايْ
وقـــوة ومروة وصحـــــــــــــــة معافاي
أيام زمان والمحبة والألفة.
-يعود مرة أخرى يتحسر ويتمنى عودة أيام وزمن الماضي الجمي،ل البيادر والحصاد تعبيرا عن حبّه للوطن وللعادات الحميمة بين أفراد المجتمع .
٨– أسلوب التّكرار:
فالتكرار يسلط الضوء على نقطة حساسة في العبارة، ويكشف عن اهتمام المتكلم بها، كما يعتبر تكرار كلمة واحدة في أول كل بيت من مجموعة أبيات متتالية في قصيدة. برز في أشعاره أسلوب التّكرار في استعمال التعابير لتذويت المفاهيم الانسانية والاجتماعية، والمصطلحات في الحديث عن الماضي وعادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني، هناك الكثير من التشابه في المصطلحات المتعلقة بالمواضيع، فهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على ترسيخ في نفس الفرد التراث القيم والقيم الجميلة المفيدة.
٩ – استعمال الاسلوب السردي التقريري بسرد فيها تفاصيل الحياة الدافئة النقية المعقة بالمحأة والحنان، مثلاك “وعباية أبوي انتسلت لخيوط فيها ما ظل إلا ذكريات بدمعات نبكيها.. اتربينا ونحنا صغار بحضن هالدار ما ظل بالدار لا اصغار ولا اكبار وطيور كانت عايشة ع تالي لبذار الرمانة كانت حباتها توزن القنطار والباب الي تعب تاركبوا النجار والقعدة اللي كانت منصة الأخبار والليمونة الكانت حاملة بالثمار وين ما تحط إيدي عفار وغبار كانت الدار عامرة بختيار وختيار لا ظل ثوب إمّي ولا ظل معو زنار
فصل النصائح والحكم.
تعددت موضوعات هذا الفصل
دعوة إلى تجنب الفتنة
يا ناس حبوا بعض… !!
حبوا بعضنكم، المــوت عالبواب ..
صانــع المعروف موصوف
اللي مـــــــا بيطرق الباب بالشـــدات مـــــــا بفيـــــــدك يرش الفرح بسماتاللي مع وأنت قاعـــــد ترتـــــج
الناس مثل الفصول الأربعة
شمس الحقيقة مـــــــا تتغطى بغربالْ
والزمن شــــاهد بعاند شدة الأفعالْ
بتشقتلب الدني وللي فــــــوق بطىىى
ازرع الخير مع اللي بينفعك
لا تزرعش إنســان في نيتــو يقلع وازرع الخير مــــــع اللي بينفع مش كلحـدا بيقدْر الـــــــمعروف
فيمن ناس أحسن ما تبـــــــقى
الفصل الخامس
الزهد والإيمان. يوم الجمعة الحث على عمل الخير، التمسك بالعلم. والمحبة رمضان. صلاة الفجر الخير بظل الاستغفار والصلاة لسانك حصانك اقتباسات من. الأمثال.. اختتم الشاعر ديوانه بالزجل الشعبي الديني المتزهد، هذا دلالة على التمسك والبحث عن ضياع زهد المجتمع وغياب الإيمان، لقد وصفها بحروف روحانية كناية عن الزهد والأيمان بالله، كي تستقيم حياة البشر.
١٠- الخلط في المواضيع وكثرة تعدادها بالفصل مرة اجتماعي ومرة سياسي، هذا يجعل القارىء يبتعد عن فهم الموضوع أحيانا وتمويهه ممّا يفقد عنصر الشوق، ولكن هذا لا يفقد للود قضية أي التمتع بقراءة من خطّه الشاعر، لأن الكلمات انسلت ببساطه الى حضن اللغة العربية وتربعت على عرش الوطن وتراثه الأصيل والحياة البريئة القيمة، الّتي أصبحت مغيبه عن مجتمعنا الفلسطيني والعربي أجمع.
معنى ومغنى وقسم الديوان الى عدة موضوعات : دينيه سياسية اجتماعية ووطنية وما برز في ديوانه الحنين الى التراث الأصيل بكل مكنوناته في العهد السابق والشوق الى عودتها في نفوس أبناء الوطن .
العنوان -البيدر لها عدة معان ودلالاتفي اللغة، فهي كلمة عربية يلفظها العرب تعبيراً عن عمل الحقل والحصاد البيدر: (مصطلحات)
- بفتح الباء وسكون الياء، جمع بيادر . لفظ معرب، الموضع الذي يجمع فيه الحب. (فقهية)
الشاعر الدكتور يوسف ذياب عواد
انتفض بحرقة من أجل الوطن، وفاضت قريحته، فكتب عن يوم الأرض والشهادة، وعن هوية الأرض وتراث الوطن-التضحية تعبير. بارز في أشعار يوسف ذياب. أمّا اللغة فقد استعمل أسلوب السهل الممتنعفي شعره الزجلي باللهجة المحكيةالمسجوعة القريبة إلى واقع الحياة النمطية التقليدية.. تطرق في ديوانه إلى عدة موضوعات ومنها : الجيل الصاعد الحث على التمسك بالوطن ثم ينتقل ليتحدث عن صفقة القرن التي تدور حول المؤامرات بلغة بين المحكي والفصحى بأسلوب ذم. يعود ويركز على الوطن بلغة الوصف المسجع الجميل الوطن مثل الصخر.. الوطن عصفور الوطن ذخر،علم وسلاح وبحر ترش عليه ملح. استعمل الاستعارات البلاغية والكناية في كتاباته.. المكان في شعر يوسف ذياب له أهمية وحيّز كبير وهو حجر الأساس وصلب موضوعه في أشعاره الزجلية التراثية. عندما قرأت أشعاره عشت الحدث بكينونته، فالقارئ يشعر بوجود نفسة بين دفات الماضي في الزمن الجميلالبسيط الخالي من الخبث،المترابط بالوحدة والانسانية واللحمة الاجتماعية
الوحدة السادسة:
فيها تنوع سياسي ديني اجتماعي. تطرق فيها الى عدة موضوعات مثل دلال المغربي الفدائية، ثم الاهتمام بأمور الدين مثل:الاسراء والمعراج .ثم يعود الى السياسة الانتخابات ويحفز على الاهتمام بقضية القدس، وليس العزوف عنها، والتمحور في القضايا الشخصية هذا ما وجهه للمجتمع حول الانتخابات. الانتقال الى المقاومة والثورة مرةأخرى
شعب بلا عتـــاد يصـــــــــــــــمد ويقاوم
وغيرهم عتــــادهم لا يعـــــــد ويساوم.
يخص الشعر في وصف دقيق واسترسال بلغة زجلية من السهل الممتنع، القدس وتاريخها وجمالها ثم الجليل الناصرة وأمّ الفحم … ويعود الى مولده نابلس الأبية المناضلة بلد النار والشهداء بلد التاريخ والبطولات بلد الدين والانبياء. طابع الغربة في الوطن دلالة على سلب الحق في العيش بكرامة في الوطن الفلسطيني، صاحب الأرض والحق المسلوب على يد الاحتلال الغاصب، تغنى بجنين مدينة النضال بطبيعتها وجمالها الساحر ووصف أزهار اللوز كالعروس التي تطل بفستانها الأبيض، كروم التين والعنب، وعن الألفه بين الناس وغيرها. ثم انتقل ليمجد أمجاد العرب صناع التاريخ بنضالاتهم وبطولاتهم سواء كان بالكلمة المغناة أوالانتقال الى الباب الآخر من الديوان، وهو الناحية الاجتماعية .
- رثى والدته وذكر محاسنها ولوعة فراقها. وللأصدقاء حصة الأسد بالرثاء بلغة شعبية مبسطة مضخمة بالشجن تخرج من القلب كقوله: “أبو ليـــــــــل الأصيل والشاعر الزجال ســــــادن تراث الشعب والأعمــــــال تركْتَنا بحالنا ودموعنــــا بالعيــــــــــــن
ثم ينتقل للتهاني والفرح ليجعل وميض السعادة رغم الألم والحزن في فلسطين ” من رحم الألم يولد الامل”
-اخذ جانب الناس والإنسانية وتنوع الناس بالتعاون والتعاون مع الآخرين وهناك ناس لها وجهان عنوان القصيدة يحدثنا ما بجعبتها.
-المعلم أثر كأثر الفراشة لا يزول مجده الشاعر وأعطاه التقدير وتغنى بخصاله وتضحيته من أجل العلم، ووجوب تكريمه وتقديره.
حث الكاتب على مساعدة الاخرين ودعم الناس لبعضهم البعض وطيب الانفاس وكما وانه حث وشجع الناس على مساعدة الفقير
كما وتطرق لموضوع احترام الام وتحية الام الفلسطينية وكما ذكرت بعض الومضات الشعبية والام لها قداسة خاصة فهي المدرسة الاولى لتنشئة الجيل الناشئ
دور الجيرة له اهمية على البعد الاجتماعي مثل:- المودة والمحبة بين الناس اما اليوم. يتحسر على ما مضى يوجه انتقادات لأدعه على عادات سيئة في المجتمع مثد انعدام الضمير البعد عدم الألفة القرش الحلال الخ. قصيدة النميمة هي احدى العادات السيئة التي نجترها سلبيا وغير محبذه فهذا أمر يحاكي الضمير ليجعله في صحوة لكي يعزف عنها المجتمع العربي في الوطن
- من الامراض والاوبئة الكورونا الذي تفشي بشكل مفاجئ في العالم وقتل الكثير والمرضى وكان نقص الأوكسجين بطول “عمــــــرنا عم نتنفس ببلاش كل الشـــــكر والحمد لرب العالمين
(14)
ناس بتمـــرض وناس بتموت
بتساقطوا مثــــل أوراق التوت
تغنى بالمرأة واهميتها ودورها في المجتمع
لثامن من آذار وأســاس البناء
المرأة نص المجتمع وأم أبناء
من دون المرأة لا جمال ولا ُخلق
المرأة تدبير وحب وخـير وعطاء..”
الفصل الثالث:
في هذا الفصل تحدث الشاعر عن ذكريات الماضي والحنين له .
الحنين الى الطفولة.
تطرق إلى الألعاب وبساطة الحياة والتسامح بلغة مشوقه سلسة عن “ستي “يقول الشاعر من أجمل الأيام أكلاتها الزكية وروحها الندية، وقصص الغول وغيرها تراث جميل جدا. كي لا يغيب عن ذهن الجيل الصاعد . يستأنف بحسرة تغير الأحوال في عادات الناس والبعد المستفحل بينالمجتمع.
“مـــــــين اللي عَيدْ ومـــا عيدش مين
كان الخـــــــال والعــــم مثل ضيفين بِسِـــدْر البيـــــــت مرتاحين هالثنين وكانـــــون نار ودلات وفنــــــــاجين جوزين زغاليــــــل كبار و جاجتــين
وصَـــواني مْحَمرةْ وريحـــــــــة لوين وبعد الغــــدا شـــاي ثقيل وكاستين وننــتظر َتايجي العيـد والعـمر مديد
حــــان الوقـــــت وشرفتنا يا عـــــيد الناس أُلفــــــة ومحبــــــــــة و طيبين والعيدية بســــيطة حبات من قطين كـــان الولد يتعب تَيْحــوش قرشين
يشــتري سوس ويْمَلّــي جيـــــــــبتين”
-الحاكورة تعبير شعبي يعج بالحياة والخضرة الدلالة على الزراعة الطبيعية
المطر يروى الارض وينبت الاعشاب الطبية
يؤكد على الاغذية الصحية وحياة البساطة
ذكريات الام مواسم الزرع
الشتوية واكلاتها . مثل الهيطليه وغيرها
مـــان نوكل الخبـــــــــز بالشايْ
وقـــوة ومروة وصحـــــــــــــــة معافاي
ايام زمان والمحبة والألفة
-يتحسر ويتمنى عودة ايام وزمن الماضي الجميل
البيادر والحصاد
-هناك تكرار في استعمال التعابير لتذويت المفاهيم الانسانية والاجتماعية والمصطلحات في الحديث عن الماضي وعادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني هناك الكثير من التشابه في مصطلحات المتعلقة بالمواضيع فهذا إن دلّ على شيء دل على ترسيخ في نفس الفرد التراث القديم والقيم الجميلة المفيدة.
استعمال الاسلوب السردي التقريري بسرد فيها تفاصيل الحياة الدافئة النقية المعقبة بالمحبة والحنان
“وعباية ابوي انتسلت لخيوط فيها ما ظل الا ذكريات بدمعات نبكيها
اربينا ونحنا صغار بحضن هالدار ما ظل بالدار لا اصغار ولا اكبار وطيور كانت عايشة ع تالي لبذار الرمانه كانت حباتها توزن القنطار والباب الي تعب تا ركبوا النجار والقعدة اللي كانت منصة الأخبار والليمونة ال كانت حاملة بالثمار وين ما تحط ايدي عفار وغبار
كانت الدار عامرة بختياره وختيار لا ظل ثوب امي ولا ظل معو زنار
فصل النصائح والحكم
تعددت موضوعات هذا الفصل
دعوة إلى تجنب الفتنة
يا ناس حبوا بعض… !!
حبوا بعضنكم، المــوت عا لبواب ..
صانــع المعروف موصوف
اللي مـــــــا بيطرق الباب بالشـــدات مـــــــا بفيـــــــدك يرش الفرح بسمات
اللي مع وأنت قاعـــــد ترتـــــج
الناس مثل الفصول الأربعة
شمس الحقيقة مـــــــا تتغطى بغربالْ
والزمن شــــاهد بعاند شدة الأفعالْ
بتتشقلب الدني وللي فــــــوق بطىىى
ازرع الخير مع اللي بينفعك
لا تزرعش إنســان في نيتــو يقلع وازرع الخير مــــــع اللي بينفع مش كلحـدا بيقدْر الـــــــمعروف
فيمن ناس أحسن ما تبـــــــقى
الفصل الخامس:
الزهد والايمان. يوم الجمعة الحث على عمل الخير التمسك في العلم. والمحبة رمضان. صلاة الفجر الخير بظل الاستغفار والصلاة.. لسانك حصانك اقتباسات من. الامثال.. اختتم الشاعر ديوانه بالزجل الشعبي الديني المتزهد هذا دلالة على التمسك والبحث عن ضياع زهد المجتمع وغياب الايمان لقد وصفها بحروف روحانية كناية عن الزهد والايمان بالله لكي تستقيم حياة البشر
المزيج في تعدد المواضيع وتكرارها أحيانا يجعلها تفقد عنصر الشوق لكن تراقصت الكلمات وانسلت ببساطه الى حضن اللغة العربية وتربعت على عرش اللغة والحياة الوطنية الاصيلة القيمة.
وكتب رفعت زيتون:
الديوان في شكله العام من نوع الشعر المحكي أي المكتوب باللهجة العامية، ولو أن القصائد تخللها بعض الفصيح في بعض القصائد، ولكن تمثّل ذلك أكثر في قصيدة ( ذكرى يوم الأرض) ولا أدري لماذا بدأ بالفصيح فيها، ثم تحوّل في منتصفها إلى اللغة المحكية. وقد قسم الأستاذ يوسف ديوانه إلى خمسة أقسام أو أغراض كما أسماها؛ بدأت بالغرض الوطني، ثم الإجتماعي، ثمالذكريات والحنين إلى الماضي ، وبعدها بحكم ونصائح وأمثال شعبية، وختمها بغرض الإيمان والزهد في الحياة.
القصائد في الغرض الوطني تغنّت بالوطن؛ مدنه وقراه ونواحيه، كالقدس وجنين والناصرة وغيرها، ليتحدث فيها عن مناقب أهلها وما اشتهرت به من عادات ونمط حياة ومزروعات، وقد تكررت فيها الأفكار كثيرا بذات الألفاظ والمصطلحات. وتضمنت كذلك قصائد عن الأسرى والشهداء ويوم الأرض وغيرها، أكد فيها الأستاذ يوسف على الانتماء للوطن وضرورة التمسك به والثبات على الثوابت الوطنية والعادات الأصيلة.
أما في القسم الثاني فقد جاءت القصائد للحديث عن الأم والمعلم وتكريم أحد الأصدقاء، وقصيدة رثاء في الشاعر الشعبي يوسف أبو ليل، وبعض القصائد التي تحث على فعل الخير، وتنتقد بعض الممارسات الأجتماعية الخاطئة في ذلك مثل الرياء.
وغلبت على القصائد في الغرض الثالث الذكريات والحنين إلى ما كان في الماضي ذاكرا بعض أنماط الحياة البسيطة التي كان يعيشها الناس.
ثم ما كان في الغرض الرابع من نصائح وحكم، والذي وجدته مكملا لما جاء في الغرض الثاني من حياة اجتماعية وممارسات، ما كان منها أصيلا وما كان دخيلا.
وختم ديوانه في غرض الإيمان والزهد حاثّا على الصلوات والصوم والاستغفار وصون اللسان.
ملاحظات عامة:
أفكار الديوان:
الأفكار بعموميتها أصيلة ونابعة من وحي الواقع الفلسطيني والعربي والشرقيّ عموما، ولكن وكما ذكرت سابقا فقد تكررت بألفاظها وموضوعاتها وكان من الأفضل اختصارها.
الوزن والإيقاع والقافية:
لعلّ القافية تكون عنصرا هاما من عناصر الشعر المحكي، وذلك لأثرها في النفس خاصة في الزجل الشعبي عندما يكون لزاما على الشاعر الآخر أن يردّ على الشاعر الأول بذات القافية، ولكنها ليست من أساسيات الشعر غير الموزون أي العمودي، ولا يعني أن نضع القصيدة بشكلها الكلاسيكية العمودي بشطريها الصدر والعجز أنها قصيدة موزونة، فالقصائد الموزونة لها معاييرها والتي تلتزم ببحور وتفعيلات الخليل بن أحمد.
ومشكلة هذه القصائد أنها أحيانا توقع الكاتب أحيانا بالحشو غير اللازم أو باستخدام ألفاظ لا تخدم السياق فقط حتى يأتي الشاعر بكلمة لها ذات الروي، كما في قصيدة ( ذكرى يوم الأرض) عندما قال:
كان الفجر يحمل عكازة الجدّ
وحجارة السدّ
أقوى من سياسة المدّ
مع أن الجملة الشعرية الأولى كانت صورة فنية رائعة وددت لو اكتملت.
ومثال آخر في قصيدة ( الوطن مثل الصخر):
الوطن مربى بعز
يوم تكون بغربة شعورك بهز
بينما كان موفقا في مواضع أخرى عندما اختار اللفظ الملائم للسياق والفكرة وحافظ فيها على وحدة الموضوع، ومثال ذلك:
توشّح الصّبر
حتى النصر
وهل في الجليل إلا فارس العصر.
ومثال آخر من قصيدة ( الوطن مثل الصخر):
الوطن شجر
ليل وسمر
وسما فوق البشر
أمّا فيما يخص الإيقاع، فالإيقاع نوعان؛ الأول خارجي وهذا للقصائد المنظومة على أحد البحور الشعرية المعروفة وتفعيلاتها، والقصائد في الديوان لم تكن من هذا النوع. والثاني الإيقاع الداخلي وهو إيقاع قد يشعر به المستمع من خلال المستوى الصوتي للقصائد عن قراءتها أو إلقائها، ومثال ذلك في ذات القصيدة التي ذكرتها تأتي جملة: ( وتحيا الأرض بعطر الورد) فإيقاعها الداخلي جليّ وظاهر، ولكن لم أجد ذلك في مواضع أخرى من قصائد الديوان.
الصّور الشعريّة:
هناك بعض الجمل الشعرية ظهرت قوتها في بعض القصائد، ومثال ذلك: من قصيدة ( الوطن مثل الصخر):
الحجارة عنا مدافع
تكسر العدوان
وفي قصيدة ( الصحفي معاذ) عندما قال: ( معاذ الحقيقة) وهذه لقطة ذكية تحسب للكاتب، لأن الصحفي وظيفته كشف الحقيقة للناس، فجعلها صفة ملازمة له، وتابع يقول ( تكتب وتصرخ)، لأن الصحفي من واجبه أن يصرخ في وجه الظلم. وفي قصيدة (ذكرى يوم الأرض) أيضا جملة: ( صارت الحجارة وقود الإرادة).
أنا لا أقول أن من السهل كتابة الشعر العامي المحكي، وربما يكون أصعب، ولكن هذا لا يسقط عنه صفة الشعر ببديعه وبيانه وشاعريته، لهذا كان من الممكن أن يشتغل الشاعر على تلك الأدوات الشعرية أكثر.