محاولات إسقاط الدولة
أيمن السيسى | القاهرة
عقل مصر وتاريخها ومحاولات هدمها في ظل التغيرات المزلزلة التي بدأ العالم يشهدها مع بزوغ شمس الألفية الثالثة، كثرت المؤامرات ضد مصر باعتبارها العمود الفقري في المنطقة وأن جيشها هو الحارس للعروبة والإسلام، لكنها لم تفلح وقدم الشعب المصري أروع نماذج الوعي بهذه الإنجازات العظيمة خلال ثماني سنوات فقط ، وأشهد كصحفي تحقيقات وباحث تاريخ بأن ماتم في مصر لم تشهده البلاد في 100 عام، وقد استطاعت الدولة المصرية بما وهبها الله من رئيس (عبد الفتاح السيسي) وجيش ومخابرات عظيمة أن تغتنم بذكاء شديد الوقت لتحقق انجازات كبري في ظل إنشغال العالم بأزمات صنعها من يديره كي تعيد بناء الدولة مستغلة هذا الإنشغال ومستفيدة من قوتها وتأثيرها في ملفات هامة في محيطيها الإقليميين العربي والإفريقي تقايض بها كي تتوقى مؤامرات الوأد لمشروعاتها و تحقق هذه الإنجازات التي تحميها من السقوط والإنهيار، وهو هدف الأعداء تمهيدا لإسقاط المنطقة، بعد أن فشلوا في تفتيتها، وإن شاء الله لن يفلحوا طالما كان هذا الجيش العظيم موجودا وطالما ظل جهاز المخابرات العامة المصرية (عقل مصر)، وقادتهما ورجالهما الأفذاذ العظماء يعون جيدا أن المؤمرات ستستمر، ومنها مايروج له الآن من فيديوهات وكتابات يبحث صانعوها عن الربح بغباء شديد وبعدم وعي، يرددون ما نشره أحد الباحثين عن الشهرة، وهو قد يكون مدعوما من جهات مخابراتية دولية تحت أي ستار علمي أو إكاديمي أو إعلامي، لتروج لأهدافها التي عجزت عن ترسيخها سابقا من خلال أذرعها الإعلامية وعملائها في الإعلام التقليدي والميديا الجديدة حتى ينتشر، وسابقا عجزوا عن إثبات وترسيخ أن اليهود هم بناة الأهرام.
ولذلك بدأ البعض مؤخرا في ترويج هذه الفكرة الخبيثة، وهي أن قوم عاد هم بناة الأهرام والحضارة المصرية القديمة، مستدلين على ذلك بما ورد عنهم من ضخامة الأجساد، في تصور سطحي وساذج، لكنه يخدع ضعاف الثقافة والشباب المشتت فكريا الذي تركناه فريسة ليعبأوا وجدانه بمحتويات تافهة وهادمة، لمحاربة مصر في زمن الإنجازات الكبرى كهدف أول لتغييب العقل المصري الذي يمثل القوة الأهم في مصر، فدائما ما كانت الثروة البشرية فيها هي الأعظم والأهم وعليها وبها استطاعت مصر بناء هذه الحضارة العظيمة التي يحاربونها الآن، وهدفهم الأهم من خلال هذه المؤامرت هو قبول التغيرات الحاسمة في المنطقة والعالم، ومنها تغيرات في الدين وقبول مسخ الإبراهيمية لهدم الإسلام والمسيحية تمهيدا لما هو أخطر، ولكي أتحدث علميا رجعت لأهل الإختصاص، منهم أستاذنا العالم الأثري أيمن هندي مدير أثار قنا الذي قال لي: إن هذه الفيديوهات صنعت بغرض تحقيق نسب مشاهده عاليه للربح يصادفها حب استطلاع لمن لم يقرا التاريخ وتنشر في إطار الحرب على مصر لطمس الهويه والتاثير علي الشباب ضمن حروبا عديدة تتعرض لها البلاد، وا لرد العلمي هو نصوص الاهرامات وفيها توضيح طريقه نقل الكتل الحجريه من المحاجرالقريبه واخري عن طريق النيل مضيفا: أن المجلس الاعلي للاثار قام سابقا بعمل حفائر بالقرب من الأهرامات كشفت عن مقابر العمال الذين قاموا بالبناء وذلك دليل علمي.
أما العبقري الأثري عبد الله عثمان مدير معبد دندرة فقال: الحفائر أثبتت وجود مدينة للعمال الذين قاموا بالبناء للHهرام وجدت “اوستراكات” مدونة عليها يوميات للعمال و”الاوستراكات” هي كسرات الفخار التي كان يدون عليها العمال ملاحظاتهم، وهم من المصريين حسب ما أثبتت المدافن الخاصة بهم وكانت ملاصقة لمنطقة الاهرامات…إذن هناك أدلة كثيرة يمكن لوزارةالسياحة والاثار أن ترد علميا وتاريخيا، وعليها أن تشارك في الدفاع عن مصر لا أن أن تقف في موقع المشاهدين مثل من يدعون أنهم النخبة الفكرية والإعلامية والثقافية التي عجزت عن دعم هذا الوطن في حروبه الآن، مكتفية بالحديث عن الأسعار والغلاء والشدة،غير منتبة لما يحاك ضده من محاولات عنيفة لهدم الثوابت وطمس الهوية وتشوية التاريخ ، ومنها هذا الإدعاء بأن قوم عاد هم بناة الحضارة المصرية القديمة، الذي أضاف صانعوه العسل إلى هذا السم، والعسل هو أن قوم عاد من المصريين، بما يدغدغ مشاعر المصريين ويداعب غرورهم التاريخي فيستسلمون لهذه الفكرة حتى تترسخ ثم يخرج علينا خارج أخر بعد ذلك ليقول أن قوم عاد ليسوا من مصر ولا يمتون إليهم بصلة ، وبالتالي تجي خطوات هدم التاريخ وتفتيت الوعي الوطني وإرباك العقل المصري لقبول قيم الهدم والإسقاط.. يجب أن ننتبه.