الدّيكُ والكَلبُ
شعر: د.عزالدّين أبوميزر
فِي يَومٍ جَدّي قَصّ عَلَيّ
حٍكَايَةَ دِيكٍ صَادَقَ كَلبْ
***
قد جَاءَ لِيَشرَبَ مِن نَبعٍ
وَالماءُ هُنالِكَ مَاءٌ عَذبْ
***
وَرآهُ يَلهَثُ مِن ظَمَأٍ
وَببَابِ النّبعِ رَآى عَقرَبْ
***
وَبِلمحِ البَصَرِ عَليهِ هَوَى
بِالمَوتِ خَفَاهُ فِي مِخلَبْ
***
حَتّى إنْ أمِنَ زَبَانَتَهُ
أومَأ لِلكَلبِ تَعَالَ اشْرَبْ
***
لَا خَطرَ عَليكَ الآنَ فَقد
أبعدتُ الشّرّ فَلا تَرهَبْ
***
وعَلاقةُ وُدٍ بَينَهُمَا
فِي الحَالِ نَمَت لِعلاقةِ حُبّْ
***
وَحَديثُ الحُبّ لَهُ رُوحٌ
لَا تُرهَقُ أبدًا أو تَتعَبْ
***
ويَطولُ يَطولُ ولَا يَتَوقّفُ
بَل بِالعَادَةِ يَتَشَعّبْ
***
وإذا بِالليلِ جَنَاحُ غُرَابٍ
أسْحَم فَوقَهمَا غَيهَبْ
***
فَأشارَ الدّيكُ الليلُ مَضَى
وَقليلُ بَقيَ فَلنْ نَذهَبْ
***
بينَ الأغصانِ أنَا سَانامُ
وجذعُ الشّجَرةِ لكَ أقرَبْ
***
وبوقتِ السّحَرِ اهتَزّ الدّيكُ
وصاحَ بِصوتٍ عالٍ عَذبْ
***
وبَخلفِ جِدَارٍ بعدَ النّبعِ
هُنالكَ قَد أقعَى ثَعلَبْ
***
إنْ نَامَ الليلُ فَمَعِدًتُهُ
مِن شِدّةِ جُوعٍ تَتَرَقّبْ
***
قد سَمِعَ الصّوتَ فَحَمدَ اللهَ
بِحذرِ المَاكرِ وَتأهّبْ
***
مِن تَحتِ الشّجَرَةِ نَادَى الدّيكَ
بإيمانٍ قَد مَلأ القَلبْ
***
إنزلْ يَا صاحِ نُصَلّي الفَجرَ
ومِن ذِي العِزّةِ نَتقَرّبْ
***
فأجابَ بَلَى وَالكلبُ إمامٌ
وهُوَ بِقربِكَ بَلْ أقرَبْ
***
وإذَا بالثَعلَبِ مثلَ البَرقِ
أُصيبَ بِفزَعِ ثُمّ هَرَبْ
***
ناداهُ الدّيكُ لِأينَ فَقالَ
وُضُوئي انتُقِضَ فَلَا تَعتَبْ