اغتراب
قصة قصيرة
سمر يوسف الغوطاني | سورية
لم أكن أعلم أنها تشعر بي…كل شيء فيها يحنو علي
ستائرها وفراشي وغطائي ..مدفأتي وصندوق أشيائي الخاصة الجميلة ..ثيابي ودفتري وقلمي
…كل شيء يشعر بوحدتي….كل شيء…ويشعر بألمي …فيعوضني بالحلم الجميل….وسادتي تلوذ خلف رأسي كي تتبعه …ترصد فكره فكرةفكرة فتوقظني مع كل خاطر جديد….
النافذة تسرّب الضوء منساباً فوق اقدامي ..الدفء يتغلغل فيّ كأنه يريد استيطاني…في حين ما أشعر بأنني اقوى من أي وقت آخر فأستجمع رغبتي في الحياة وأستيقظ ..لألملم أوراقي المبعثرة وأنظر إليها بمنظار يوم جديد: ( عمت صباحاً يا أوراقي… .عساك ماقلقت …. هل تغيرتِ؟ هل أنتِ أنتِ؟) وأقفل الدفتر عليها..ثم أنساها.. و.أنظر إلى الباب ملياً ..مخاطبة إياه في سرّي ..ماذا تخبيء خلفك؟ أما زلت تجبل طيننك القديمة فوق وجهك…؟….يالجنون الأيام كيف دارت بنا وإلام تصيرنا؟ وكيف تغيرنا؟..هل تغيرنا؟)
ثم أفتح هاتفي كي أعرف من تذكرني ومن ذا يفتقدني
لا أحد…. لا أحد…..أنا من يحتوي قلبي وأنا من يحتوي عالمي….لا أحد ينتظرني..ثم أقفل يومي.