أدب

استمع إلى قمر عبد الرحمن في رسالةٌ إلى أسيرة

نص: قمر عبد الرحمن

يؤلمني صوتي!
والكلمات عصافير تمدُّ أجنحتها فوق الأسوار لتحطَّ على الأهدابِ
والحبُّ يبدأ من فلسطين، يبدأ من الجمال المختلط بالعتابِ
كيف أبدأ؟ والوعودُ ترتدي الكذبَ، والعذابُ خلف كلّ الأبوابِ

يؤلمني صوتي!
وما يهوّن الأمرَ أنّ العروبةَ في شكلي وحضوري وثيابي
ما يصعّب الأمرَ أنّي مصابةٌ بعروبة الخناجر والحِراب
ضاع العرب منذ زمنٍ طويل، وأضحت العباءاتُ خصلةً يتيمةً للأعراب

يا أسيرةً، يا شمس الدّروب، يا شروقًا يَجلدُه الغروب
لا تخافي؛ فلقد جُبلتِ من هذي البلاد يا سيّدة المنافي

لن تنفع تيجان الظّلم في الأرض؟ لن تنفع؟
هم في عتمة القاع، ينامون على رماد الأطفال

وأنت نجمةٌ بيدك السّماء، إذا فتحت عينيك
النّور يجري.. كأنّك القمر وغيرك الظّلال

يجرحني الهواء الطّلق يا أسيرةً
يجرحني الهواء الطّلق كلّما تذكرت الأغلال

ما كنت أعرف أنّ في الصّحراء قلعةً
حتّى أتيت إليها قسرًا، فصاح الرّمل: كلّا!
إنّ الله لا يرضى لك ذلّا! فتحرّري
تحرّري من قيود الأسر
بالقلمِ
بالعلمِ
بالحلمِ.. بأيّ شيء اختلقي حلّا
ومزّقي عنك الظّلمَ، وقولي:
كلّا..
كلّا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى