أدب

عشق الشهيد

شعر: طارق المأمون | السودان

أصْبحَ الهجرُ في هَوانا مُبَاحا
وَارْتَدَى الدَّمعُ لِاْمْتِناعٍ سِلاحا

وارْتَضَى الليلُ غَيرَنا مِنْ سَميرٍ
لَمْ يَكُنْ سُهدُه بقربٍ مُتاحا

يا سَقَى اللهُ وَجْدَ تِلكَ الليالِي
وابِلاً صَيِّباً غَدوقاً سَحَاحا

قَدْ تعَالَى بها الغَرامُ فَكنُّا
لا نَرَى قُربَنا محباً كِفاحا

أَقربُ الناسِ خُلّةً مَنْ رَآنا
ثُمّ وَلّى مُسْتعبْراً ثُم ناحا

ثُم جاء بالنُصحُ ليلاً كَلِصٍّ
يَتّقي قَوْلَ ناصِحِيه افْتِضَاحا

قدْ نَصَحناك فاتعِظْ لا تُهَنِّئ
شَامِتاً فيكَ حينَ يأبَى انتِصاحا

بَيْدَ أنَّا وَلَيتَ أنّا بَدأنا
سِيرَةَ الحُبِّ حيثُ صِرنا كِشاحا

ثُم صِرنا الى الذي كان قَبْلاً
نَذكُرُ البَيْنَ في صَفانا لِقاحا

واسْتَبَحْنا الهَوَى فَبِتْنا غِرَارَاً
نجعلُ الوَجْدَ فَرْحَةً وانشِراحا

يَعْترَي الجُرحُ خافِقَيْنَا غَريباً
نُثْخِنُ الجُرحَ في هَوَانا جِراحا

أيُّهَا الدَّهرُ هلْ إلَى ما تَوَلَّى
مِنْ مَعادٍ وما انْقَضَى أنْ يُتاحا

والنُّفوسُ التي مَلكْنا سَماهَا
أرْكَبَتْنا مِنَ المَعَانِي رِياحا

هائِجاتٍ يَزِيدُها الشّْوْقُ عَصْفَاً
مِنْ شُجُونٍ وَهِمَّةً وانْدِياحا

كَمْ تَسَامَتْ بِها السُّفوحُ ارْتِقاءً
أوْ تَدَلّتْ بِها السَّماءُ انْسِفاحَا

كُلُّ بَيْضاءَ وَاكِفٌ في حِمَاها
كُلُّ خَضْرَاءَ ألْبَسَتها وِشَاحا

ماحَ بِالدَّلِّ عُودُها مُذْ رَأتْنَا
يَهْصِرُ الرِّيحُ عُودَها حينَ مَاحا

قَابَ قَوْسَيْنِ قَدْ تَدَانَا كَرُوحٍ َ
يحْمِلُ الآيَ الهُدَى وَ الفَلاحَا

ثُمَّ فَاضَت بِها الحِياضُ فَسَالَا
سَلْسَبِيلاً عَلى الوِهادِ وسَاحا

إذْ دَعَانا وَمَا دَعَانا غَريبٌ
كانَ مَرْقىً لَدَى صِبانا وسَاحا

كَمْ مَلَأْنا مَجَالَهُ العُمرَ بَذلاً
إذْ بَذَلْنا بِهِ الدِّماءَ الصِّحاحا

قدْ عَشِقنا فِيهِ حَسْنَاءَ أغْنَى
حُسنُها البَحرَ والسَّما والبِطَاحا

ما تبَاهَى بِحُبِّها الدّهْرَ صَبٌ
أنْكَرَتْ حُبَّهُ لَها يَومَ بَاحا

إنْ أتَاهَا صِفْرُ كَفّْيْهِ خَاوٍ
مِنْ فُؤادٍ بِها قَضَى واسْتَرَاحَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى