أخبار

بيت الشعر العراقي يستعيد ربيع الشعر في المجمع العلمي العراقي

عالم الثقافة | بغداد

من جديد تستعيد بغداد ألقها الشعري وجمالها الإبداعي وحياتها الثقافية التي اقترنت بها عبر تاريخها الطويل وتعيد الحياة الى الأنشطة الثقافية المسائية وكان ذلك من خلال الأمسية الشعرية الرمضانية التي أقامها بيت الشعر العراقي بالتعاون مع المجمع العلمي العراقي، وقد عكست الأمسية تفاعل الجمهور والمثقفين ورغبتهم بإعادة مثل هذه الأمسيات التي كات فاعلة في الساحة الثقافية. تعد هذه الأمسية الشعرية (ربيع الشعر والشعراء) الثانية في البرنامج السنوي لبيت الشعر العراقي الذي يتضمن عقد الأمسيات والمهرجانات الشعرية فضلا عن الورش والندوات والمؤتمرات النقدية التي تهتم بالشعر العراقي والعربي وتحولاته في ظل متغيرات العصر إضافة إلى إطلاق الجوائز الشعرية السنوية. وكانت الجلسة الأولى قدعقدت في يوم الشعر العالمي بالتعاون مع دار بابل للثقافات والإعلام والفنون.

أما الجلسة الثانية فهي باكورة التعاون الثقافي المبرم بين بيت الشعر العراقي والمجمع العلمي برعاية رئيس المجمع العلمي العراقيالشاعر الكبير الاستاذ الدكتور محمد حسين ال ياسين، إذ يتضمن هذا الاتفاق التعاون في إقامة الأمسيات والمهرجانات الشعرية والندوات العلمية والثقافية والنقدية التي تهتم بالشعر إيمانا بان الشعر يمنح الحياة الحيوية والروح، من خلال توفير بعض الأمور اللوجستية لإقامة هذه الانشطة. وقد أبدى الأستاذ الدكتور آل ياسين استعداد المجمع لاحتضان نشاطات بيت الشعر العراقي في المجمع ودعى الشعراء الى نشر نصوصهم الشعرية في مجلة أوراق مجمعية التي يصدرها المجمع وهي تعنى بالثقافة والإبداع.
وقد افتتح الأمسية الأستاذ الدكتور محمد حسين آل ياسين بكلمة وقراءات شعرية ، معبرا بكلمته عن سعادته بهذه الأمسية وبالتعاون مع بيت الشعر العراقي الذي كانت له عدة انطلاقات بمبادرات من بعض الشعراء، إذ كانت الإنطلاقة الأولى في تسعينيات القرن الماضي والثانية في عام 2004 وأما الثالثة فكانت في 2014، وتأتي انطلاقته هذه في عام 2023 بمبادرة من عدد من الشعراء والنقاد وبمباركة عدد كبير من الشعراء لتعيد للشعر مكانته في الساحة الثقافية العراقية وتقوي قنوات الاتصال بالجمهور المتلهف للشعر، لتعود بغداد مركزاً للشعرية العربية، فمنذ أكثر من عقدين من الزمن ولأسباب مختلفة اختفت عن بغداد الأمسيات الشعرية ،وأكد آل ياسين أنه يستبشر خيرًا بهذه الانطلاقة لما يحمله القائمون على هذه الانطلاقة الجديدة من الحرص والحماس وانفتاح على الشعراء بأجيالهم المختلفة ومرجعياتهم الفكرية والثقافية المختلفة وإعدادهم لبرامج وأجندات ثقافية وشعرية ونقدية للمدى القريب والمتوسط والبعيد ،فضلا عن حضور النقد بوصفه داعمًا للشعر والشعراء ، ثم قرأ ال ياسين عدة مقطوعات عالجت الهم الوطني والثقافي والذاتي .
وقد حضر الأمسية الشعر راعيًا ومشاركًا الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار الشاعر الدكتور نوفل أبو رغيف، الذي قرأ قصائد تغنت بالوطن وعمقه الحضاري، وقد شارك في الأمسية عدد من الشعراء من بينهم: د.كريم شغيدل وأحمد لويس ومرتضى التميمي ود. سحاب الأسدي ود. حسن عبد راضي والشاعرة زينب جبار وتوزعت القصائد بين الشطرين والتفعيلة والنثر، وعالج فيها الشعراء موضوعات الواقع العراقي بهمومه المختلفة ومعاناة الإنسان فيه والغربة والأمل والمستقبل وفي جميعا كانت ذات الشاعر حاضرة بقوة من خلال لغة تعبيرية مؤثرة ، وقد أدار الأمسية الشاعر المبدع عماد جبار الذي ختم الجلسة بقراءة مجموعة من القصائد التي وثق فيها غربته وحنينه للوطن، وقد تفاعل الجمهور الذي ضم عددًا كبيرًا من الأكاديميين والشعراء والنقاد والمهتمين بالشعر مع القصائد، وامتدت الأمسية ما يقارب الساعتين، استعاد فيها الشعر ربيعه وحلق الشعراء في سماء اللغة ورسموا الجمال في أشكال شعرية مختلفة ومضامين متعددة، وفي الختام قدم رئيس المجمع العلمي الشهادات التقديرية على الشعراء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى