غزة تثأر لعروبتنا الجريحة
سالم بن محمد بن أحمد العبري
تتكلم غزة رغم أن جل العرب ينشدون السكون والدعة فيصطلي بها المقاومون الأفذاذ الذين باعوا حياتهم لله ليشتروا بها عزة قومهم و نصرة دينهم ومسراء رسولهم و مولد أنبيائهم.. نعم اليوم غزة المحاصرة من العدو ومن الخائفين المرجفين تطلق في غضون ساعة فقط أكثر من (١٠٠ صاروخ) وأهرع الوزراء والمستعمرين ومن جلبوهم في أرض الميعاد لميعاد حتفهم الأكيد إلى الملاجئ وهم(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) المنطلقة من غزة هاشم من أياد كل فلسطين و كل الفلسطينين لا فرق بين من أتي من القدس أو يافا أوبيت لحم أو الجليل أو من رام الله أو من نهر الأردن أو من أبناء اليرموك أو من الخيمات بلبنان و سوريا أو الأردن أو شتيتهم فالعالم ،، ،من قال إنه إسلامي أو علماني أو قومي أو عروبي أو من أي صنف قسمهم توحدوا معا و تركوا وصاية العرب و خلافاتهم التى ما أنزل الله بها سلطان.
نعم ينظر أيهم بالعين الفاعلة المبصرة كل فصائل الأمة المقاومة في لبنان أو سوريا أو العراق أو في اليمن أو ظهيرهم من أحرار العالم الحر في إيران الإسلامية و في مشرق الأرض و مغربها بعد أن كشف الستار و بهتت مكائن الإعلام الاستعماري التى تكذب على البشرية ليل نهار ولما يزيد على قرن منذ وعد بلفور العين والنكبة و النكسة.
كشفت الغمة وقد دحرت المقاومة اللبنانية الاحتلال من لبنان دون مفاوضة أو شرط في ( ٢٠٠٠) وقد أرغمته على إيقاف العدوان الذى تشدقت به (كونداليزا رايس) إنه نجم الشرق الأوسط الجديد فلم يظهر ذلك النجم في (٣٣ يوما) فأفل معه نجم الكيان أفولا بطيئا لا يتابعه إلا المجاهدون في فلسطين ولبنان والسوريون الذين جاءت الدنيا لتنحرهم ليوقفوا أفول نجم إسرائل، و حيث إن بصائر بعضهم لم تر في حرب سوريا آملا لأحلامهم فليحقوا باليمن لتشتيت العرب و المجاهدين ولم يلتفتوا لقول الله،(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) فزادت خيبتهم وزيد طينهم بلا.
و اليوم غزة تقول لا لكل غرورهم وكيدهم و عددهم و عديدهم و تذكرهم بسورة الحشر التى وصفتهم وصف خالقهم و الخبير بهم فهي غزة أدخلتهم إلى مخابئهم و لا تتوقفي إلا حين ييأسون فيخرجون ويحزمون حقائبهم للعودة إلى بلدانهم التى جُلبوا منهم و هي التى تسعهم وبها رفات آبائهم و أجدادهم و أكدى لهم أن لامكان لهم في فلسطين و أرض الإسلام العربية وأن لايحلموا ليلا بالعودة لجزيرة العرب وهي تحقق قول الله في سورة الإسراء (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)
لا تسمعوا إلا لأمر الله و مقضيات الحال والمعركة وصموا آذانكم عن دعاة التهدئة التى تطيل عمر العدو و من ثم المعركة وتبقي المستعمرين متشبثين بوعدهم الواهي الكذوب و أطلقوا مئات الصواريخ في ساعة و لحظة و ثقوا بقوله تعالى: (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)