مقاطع من نص (فائض بالموت)

 سميح محسن | فلسطين المحتلة

صورٌ معلّقةٌ على الحيطان،

موشّحةٌ زواياها بخيطِ الليلِ
يبتسمون،
نحاول أن نفكِّكَ سرَّ بسمتِهم،
أيبتسمون للعدساتِ
لم يرمشْ لهم جفنٌ من الأضواءِ
أم للوقتِ
إذْ رحلوا، وكانوا في جلالِ الموتِ
مبتهجينَ، قد فاضَت محبتنا دموعاً فوقَ أضرحةٍ
شواهدُها تدلُّ على هويتهم…
تلاحقنا عيونُهمُ بأمكنةٍ تضيقُ بنا،
أنرحلُ في ضجيجِ الصّمتِ أرقاماً
بلا قصصٍ لها معنى،
ولا نقوى لنكتبَ نعينا في هامشٍ حجريّ،
أيبتعدونَ؟
أم نُخفي ملامحَنا بأقنعةٍ ملونةٍ من الأعشابِ؟
أيقتربونَ
إنْ بسطوا أياديهم،
سنكتبُ عن محبِّتنا
ونرثيهم بما امتلكت قرائحُنا من الأوصافِ
لا نقوى على إطلاقِ نظرتِنا نودّعهم
لنا أمل بأن نبقى
على قيّدٍ مُعطّل…

⚝⚝⚝
من أينَ أبدأُ؟
كيفَ أحتملُ الكتابةَ في المراثي
بعدما فاضَت بحورُ الشِّعرِ بالموتى،
وأنهكني العذابُ المرُّ؟
لي عتبٌ على لغتي التي أنساق أحياناً لمرماها،
وأحياناً أطوّعها،
وإن كانت تعاندني لقهرِ الموت،
أعاتبُها على لا شيء…
أعلِّقُ فوقَ جدرانِ القصيدةِ
رسمَ قافلةٍ من الأحباب،
لقد رحلوا بصمت غامضٍ
والموتُ يرصدُ خطوَنا، عيناهُ واسعتانِ
يصفعُ روحَنا، ببرودةٍ، ويداه عاريتانِ
لا يخشى صنائِعَهُ
يحثُّ خطاه نحو مصيرنا…
حبرٌ تساقَطَ من عيونِ قصيدةٍ حبلى
بأوجاع تفيضُ على شواهدِهم
حكاياتٍ لنا معهم
تضيء مجاهلَ الكلماتِ
هم لم يتركوا أثراً لنا
كيّ نَستَدِلَّ على عيون الماءِ
نروي زهرةً نبتت على أطرافِ مرقدهم
لقد جفّت مدامعُنا
ولي أمل بحصتِنا من الأحلام في زمن يعاندنا،
قفوا، لا تأخذوا حزمَ الضياءِ
لنستعيدَ حضوركم
هل تتركونَ مسافةً بيني وبيني
حتى أتوه …
_____
* نصٌّ مطوّل قيد الكتابة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى