الْعَزيمَةُ الْكُبْرى

عبد الصمد الصغير – تطوان | المغرب

سَأَطْـرُقُ في الْعَـزيمَةِ أَلْـفَ بابِ
وَ أَرْقُـبُ مِنْـكِ وَعْـداً لِاقْـتِرابِِي

سَـأَسْـأَلُ كُـلَّ دَرْبٍ في اللَّيـالِـي
وَ أُصْـبِِـحُ ناظِـراً مـا في كِـتابِي

وَأَبْحَثُ عَنْكِ مِلْءَ الْمَسيرِ عُمْراً
لِأَجْمَـعَ مِنْـكِ هَـمِّي وَ اكْـتِـئابِي

أُريـكِ الْآيَـةَ الْكُـبْــرى وَ رَبِّـي
أُريـكِ الْكَـوْنَ في عِـزِّ الشَّـبـابِ

رَأَيْـتُكِ ما رَأَيْـتِ عَـداكِ شَـيْـئاً
فَلا شِئْتِ اللِّقا وَقْتَ انْجِـذابِي

وَ لا ذُقْتِ الْهَـوى قَبْـلاً وَ بَـعْداً
وَ لا فَـرَّقْـتِ بُـعْدي وَ اقْـتِرابِي

سَأَقْذِفُ في فِراقِكِ كُلَّ عُـمْري
وَ أُمْسِكُني وَحيداً في مُصـابِي

وَ أَنْظِـمُ في رِثائِـكِ أَلْـفَ بَيْـتٍ
وَ أَلْـفاً مِـنْ كَـثـيـراتِ الْـعِـتـابِ

كَـفـاكِ الْآنَ نَخْـراً في ضُلُـوعِي
سَـيَـبْـرُزُ بَـعْـدَهـا أَثَـرُ الْـخَـرابِ

كَـأَنَّـكِ ما سَمِـعْتِ اللَّـهَ يُـوصي
وَ يَـدْعـونا إِلى عَـيْـنِ الصَّـوابِ

فَـقَـدْنـا مُـعْـظَمَ الْأَوْصـافِ لَـمّا
تَـرَكْـنا مَـوْطِـنا رَهْـنَ اغْـتِــرابِ

أَرَتْـني الْـبـاقِـياتُ أَبـي وَ جَـدِّي
وَ ما قَدْ خَـبَّـأَتْ لِي في غِـيابِي

سَـمِـعْـتُ أَنـيـنَـهُـنَّ وَ مَـنْـدَبـاتٍ
وَ أَلْـحــانـاً بِـأَنٔـغــــامِ الْـعَــذابِ

بَـعُـدْنا حَـيْـثُـما لا أَرْضَ تَــبْـدو
وَ بِـعْـنا كُــلَّ شِـبْــرٍ مِـنْ تُــرابِ

صَنَعْنا الٔمُعْـجِزاتِ ، يَقولُ شَـيْخٌ
فَـيا أَسَـفـاً عَـلى هٰـذا الْمُـصابِ

وَ يـا عَجَـبَ الْـوَرى فينا ذَهُـولاً
وَ مِنْ دَلَسٍ وَ مِنْ عَجَبٍ عُجابِ

فَكَـيْفَ الْمُـورِيـاتُ تَطـيـرُ نَقْـعاً
وَ كِيْـفَ مَسـيرَةٌ فَـوْقَ السَّحابِ

فَهَلْ تَبْدو الطَّريقُ وَ نَحْنُ عُمْيٌ
وَ هَلْ نُلْفي نُفوساً في اغْتِرابِ

سَـأُبْقِـيني بِحـالِي وَ احْـتِـمالِي
بِأَجْـدادِي وَ صَبْـري وَ ارْتِـقـابِي

سَـأَتْـرُكُـكُــمْ لِآجِـلَـةٍ وَ عَـيْـشٍ
كَـعَـيْـشٍ بِالْكَـمَـنْـجَةِ وَ الـرَّبـابِ

وَ أَحْـفَـظُـني بِأَوْرِدَةٍ سَـتَـبْـقى
لِأَحْمِلَـها مَـعـي وَقْـتَ الْحِـسابِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى