ضلالة « محمد هداية » (١)

رضا راشد | الأزهر الشريف

أما قبل:
فمنذ بضعة أيام وردتني رسالة على الوثاب(الواتس أب) عبارة عن مقطع فيديو لدكتور يدعى محمد هداية بعنوان [يا أدعياء السلفية..يا من تفكرون بنصفكم الأسفل :هل حقا لا يوجد معراج ولا أنبياء في السموات؟]

ولأن العنوان مستفز غاية الاستفزاز، ولأن عهدي بهداية منذ زمان طويل أنه ضلالة أينما توجهه لا يأت بخير، فقد كانت هذه الرسالة خليقة مني بالإهمال؛ إراحة لنفسي من (وجع الدماغ) الذي تثيره بين الفينة والأخرى هذه النابتة التي تروم لفت الأنظار إليه ولو بالبول في ماء زمزم! لولا أن مرسلها رجل علمته ما علمته مكبرا للعقل محترما للعلم، ناقدا للأدب كما هو ناقد للواقع؛ يسبر الأحداث بعين البصيرة تؤزها غيرة محمودة على المجتمع المسلم أن يعج بهذه المنكرات، كما يسبر الأعمال الأدبية بعين النقد تؤزها ذائقة بيانية ..ثم هو من بعد ذلك ومن قبله صاحب أيادٍ بيضاءَ على الفقير إلى الله، والتي كان منها إنصافه لي يوم أن سطت إحداهن على مقال لي، فنشرته بالجريدة التي يرؤس تحريرها منسوبا إليها. فلما علم بذلك بادر بحذف المقالة، واتصل معتذرا، وأعاد نشر المقالة منسوبة لكاتبها الذي هو كاتبها، وقطع علاقة الجريدة بالكاتبة السارقة، بل وأعلن استعداده لنشر مقالة كنت كتبتها دفاعا عن نفسي وإثباتا لحقي في المقالة المسروقة، لولا أنى رفضت ذلك اكتفاء بما كان من اعتذار الكاتبة عن جريمتها.. إنه الدكتور ناصر أبو عون رئيس تحرير جريدة عالم الثقافة .

فإكراما لمرسل الرسالة – لا للرسالة – تحملت الغيظ بحتا، وتجرعت المر صرفا: فصبرت، وصابرت، وتصبرت، واصطبرت على سماع المقطع حتى انتهيت بلأيٍ ما من سماعه، فما اختلف حالي من بعدُ عن حالي من قبلُ، إلا أن حيرةً أخذت بمجامع قلبي وتلابيب عقلي:
أيمكن لرجل في مثل عقل الدكتور ناصر وفكره أن يختلط عليه الأمر، فيتوهم الإظلام تنويرا؟ أو يظن الجهل علما؟ فيتقبل مثل هذا الهراء، فضلا عن أن يناقشه مناقشة كلام جمع إلى الخطأ الصواب، وحوى إلى الباطل الحق، لا الكلام الذي هو خطأ كله، وهراء كله، وهذيان كله؟!!

وجاء الجواب من كل جهة: لا؛ بما أعرفه عن الرجل ..فلم يبق إلا أن يكون الرجل قد أراد استفزازي للرد عليه، فكتبت رسالة عجلى لم تنبع إلا من الرأي الفطير، فكان طلبه بأن أمحص الرأي وأفنده على مهل .

فإكراما لأخي الدكتور ناصر أبو عون، وتنزيلا لما صاغه تعبيرا عن ألسنة بعض الناس -عنوانا للفيديو – منزلة الكلام الذي يناقش لا الذي تنفض الأيدي منه ..أستعين بالله عز وجل على الرد.

فبادئ ذي بدء أرى أنه لا يحل لي أن أدلف إلى ما قاله ضلالة (هداية) دون مناقشة من صاغ عنوان الفيديو .
يا_ أدعياء _ السلفية
أول ما يفجؤنا من ذلك هذا النداء الصادم في زمن أصبح فيه التهجم على السلفية موضة العصر، فكلما أراد أحد ان يرتقي سلم الشهرة فلا عليه من أن يمتشق حسامه (قلمه) ليهوي به على السلفية والسلفيين نقضا وهدما بكلام لا يقوم على ساق صحيحة ولا حتى عرجاء.
وخوفا من هجوم مضاد فإنه يتستر خلف كلمة أدعياء توهما منه انه قد صار منها في حصين منيع، غافلا أو متغافلا عن أنه لم يضع حدا واضحا بين السلفيين وأدعياء السلفية، حتى يكون كلامه واضحا لا غموض فيه على ما ينبغي أن تكون عليه لغة العلم ولكن هيهات هيهات!!
فإن كان مما لا امتراء فيه أنه في كل مذهب فكري أو منهج ديني أدعياء، فلم تخصيص السلفية بهذا اللقب البغيض دون أن نسمع مثلا عن أدعياء الصوفية وأدعياء الأزهرية ..وهكذا .

ودعنا نسلم بأن في السلفية أدعياء كغيرهم فهل هؤلاء بمنزلة من يخاطبون لتفنيد شبهات أهل الباطل؟! أليس هذا من استعمال الكلام في غير مقامه؟! طالما أقررت بأنهم أدعياء؟! ألم يكن من الأولى أن كان يخاطب بهذا السؤال السلفيون الحقيقيون الذين عندهم من أنوار العلم ما يمحقون به ظلمات أهل الباطل..أم أن حقيقة ما يعتقده القوم انه لا سلفيين حقيقيون وأن الجميع أدعياء؟!!
ثم ما بال الخطاب يقتصر به على طائفة من المسلمين مع أن الشبهة التى اشتمل عليه مقطع الفيديو تمثل طعنة للمسلمين جميعا في دينهم مما يستوجب على كل مسلم لا السلفيين وحدهم أن يهبوا ليذودوا عن دينهم ..فلم يكن عنوان الفيديو موفقا قط .
يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى