لا تنتظر

د. أحمد مرسي | مصر

لا تَنتظرْ مِني العِتابْ
فالصَّمْتُ عِندي
يا حَبيبي دائمًا
أسْمَى جوابْ
الصَّمتُ دمعٌ في العيونِ
قَصيدةٌ
فوقَ الشِّفاهِ كمَّا الرُّضابْ
الصَّمتُ مُعجزةٌ تُزيلُ
الاكتئابْ
والصَّمتُ حُلمٌ
في خَيالي كالسَّرابْ
°°°°
إني زَرَعْتكِ في ضُلوعي
دُرَّةً
وجَعلتُ وجداني الترابْ
وَشِقَقْتُ شِرياني
كمَجرَى للعَذابْ
قد كنتَ لِي
غَيثًا رَقيقًا فِي زمِان الاغترابْ
طَيفًا بَهيًّا
في فَضَاءِ الرُّوحِ ذابْ
قَد كنتَ لي
نبعًا نديًّا
في دَمِي يَجري كمَا
تجري أغاريدُ الشبابْ
قد كنتَ لي
قد كنتَ لي
قد كنتَ كلَّ قضيتي
قد كنتَ أنت حقيقتي
قد كنتَ سِرَّ تألقي
°°°°
قد كنتَ خارطةَ الحياةِ
جميعِهَا
كنتَ الجبالَ الراسياتِ
بقوةٍ
كنتَ الهِضابْ
كُنتَ الحُدودَ لخُطوتي
كُنت الفضاءَ لضحكتي
كُنتَ السحابْ
كُنتَ الكتابةَ حين أُشْعِلُ وهجَها
فأراكِ تَرقُصُ فِي سُطور ِكتابَتِي
وأراكَ تَحْتَضِنُ الكِتابْ
كيف َاسْتحالَ الصِّدقُ
في جَناتِنا
فَغَدتْ خَرابْ
°°°°
كيفَ اسْتحالَ الحُبُّ صَمتًا
تَستبيحَ شُطوطَه كفُّ العذابْ
كيف اسْتَفَقْـنا
والنُّجومُ تُحيطُنا
والحُبُّ يَجري هاربًا مثلَ
السَّرابْ
قُل لي بِربِّك يا حبيبي
هَل أنَا
مَن مزَّق الطفلَ الذي في
التِّيهِ غَاب؟
مَن حَوَّل الدُّرَّ الذي
كان الضياءَ بِحبنا ــ عَمدًا
ــ تُراب؟
قُلْ لي بِربك هَل أنا؟
قل لي: أنا
قُل لي، فَلنْ أبكي إذا مَا قُلتَها
قُل لي بأنَّا قد غَدَونا اليومَ
في دنيا الهوَى.. أغرابْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى