أسِفَ الفؤاد..

الشاعر الدكتور أشرف وهدان

 

أَسِفَ الفؤادُ على كثيرِ تزلُّفي
حتى اليراعُ بكى فتاهتْ أحرُفي

وطلبتُ شعري كي يكون مواسيًا
فأضاف لي ألمًا ، فما هو مسعِفي

مازال قلبي في لظاهُ مُقَلَّبًا
حتى اكتوى ،ياويح قلبي المُدنَفِ

هذا الظلومُ المستبدُّ وكم به
شغف الفؤادُ وليته لم يشغفِ

ورضيتُ من ودِّي أقلَّ عطائهِ
حتى غدوتُ كزاهدٍ متصوِّفِ

فاستكثرَ النَّزرَ القليل لبخلِهِ
ياللشحيحِ الوُدِّ والمُتَعَسِّفِ

هذا الذي فضلته واخترته
فسواه من كلِّ الورى لا أصطفي

أعطى الوعود ولم يرد إنفاذها
وبقيتُ رهن وعودنا لم أُخلفِ

كم كنت أطعمُهُ الهنا وجعلتُهُ
يقتاتُ من هذا الفؤادِ المرهفِ

أغرقتهُ بالحبِّ دون تكلُّفٍ
وإن استزادَ ، لزدتُهُ بتكلُّفي

أنصفتُهُ ، ضاعفتُ فيه مودتي
لكنَّهُ بالنِّصفِ لي لم ينصفِ

ومشاعري غَدَقًا أفضتُ ولم أكُنْ
متضجرًا منها ولم أتأفَّفِ

أعطيته نفسي وقلبي والوفا
لكنه يومًا لقلبي لا يفي

أتكونُ ردَّةُ فعلِهِ لتقَرُّبي
صدًّا جزاءَ تشوُّقي وتلهفِّي؟!

لم يعترفْ بجميلِ ما قدَّمتُهُ
أم للجميلِ وصنعِهِ لم يعرِفِ

أنا لم أكن عن عونِهِ في شدَّةٍ
متقاعسًا يومًا ولم أتخلَّفِ

أنا لم أكن مستثقلًا أحمالَهُ
فالنفسُ لم تتعبْ ولم تتخفَّفِ

كم تقتُ من حزني وما قد نالني
لو أنَّ عيني ساعةً لم تذرفِ

وتفيض أنهارُ الدموعِ ورغم ذا
لم يأْبَهِ الجاني ولم يتعَطَّفِ

حتى الدماء أراقها فلعلَّهُ
يُشفى بها ،لكنه لا يشتفي

مازلت أعطي والمقابل قسوةُ
حتى سئمتُ من العطاءِ المُتْرفِ

سَفَهًا أضعتُ الوقتَ في إرضائهِ
وفشلت حقًّا في رضا المتعجرِفِ

لا كانت الدنيا إذا هو عَيْشُها
عيشُ القنوع الخانعِ المتقشّفِ

هذا هو الإسرافُ ماذا بعدَهُ
إلا الهلاكُ ،فليتني لم أُسْرفِ

لو أنني أنفقتُ عمري كلَّهُ
بعتاب روحي لائمًا لا أكتفي

لو كنت حقًّا منصفًا بحسابها
لقتلت روحي من كثير تأسُّفي

لكنني رغم الذي لاقيتهُ
أعفو عن القاسي الفؤاد المجحِفِ

ما كنت جوَّاظًا لأسقيَ من جفا
مُرَّ الجفا ، بل من معينِ تلطُّفي

لأعيش مرتفِعًا بصفحي ساميًا
عن كل ما قد ساءني بتعفُّفي

إنَّ الترَفُّعَ ، إنْ ظُلِمْتُ،تفضُّلًا
ثوبٌ حرِيٌّ بالكريمِ الأشرفِ
#أشرف_وهدان
د.أشرف وهدان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى