عن عالم الأمة “فريد الأنصاري”
جغدان عبد الحفيظ | المملكة المغربية
عن عالِم فريد، وعلَم شامخ في سماء العلم، والمعرفة، أكتب هذه السطوروإن كانت لا توفيه حقهعلها تجلي بعض جوانب هذه الجوهرة الفريدة، التي ما عرفنا حقها، ولا قدرناها حق قدرها، حتى رحلت عنا إلى حيث الرحمة الإلهية، والنور العلوي.
إن تراثه الذي خلَّفه_وأعظم به من تراث !! وأجمل به من خلَف!! شاهد على هذه الشخصية الخلابة، الجذابة، التي عاشت لله، وماتت لله.
هذا حسن ظننا به، ولا نزكي على الله أحدا، بيد أن تلقي الناس بعامة، والباحثين في مجال الدرس القرآني بخاصة، لمؤلفاته بالقبول، ينبئ عن إخلاص الرجل، فيما قدمه لأمته، وأبناء وطنه.
لقد قرأت له كتابين، ألفيتهما يرشحان بالجمال، والجلال، والصفاء، هما جمالية الدين، وقناديل الصلاة.
عمل في الأول على تجلية الجمال في ديننا الحنيف عبر عقائده، وشرائعه، بلغة أدبية، سامقة في سماء المعاني، تخلب اللب، وتمتع القلب، لا تملك معها إلا أن توقف القراءة للحظات لتستمع بعذوبتها، ورقتها، ونسماتها الندية…دون أن يغفل في ذلك كله تجلية المفاهيم بأمثال حية، ونماذج معهودة حتى يصل بالقارئ لمقامات التجلي.
أما كتابه قناديل الصلاة، فهو متعة لا تحدها الحدود، ولذة لا ترسمها الرسوم…. ومن جرب عرف، وليس من رأى كمن سمع….يحدونا في هذا السفر الماتع، إلى محراب الصلاة، المشوق بأنوار التجلي، وأزهار ندية تسر الناظرين…. فلا تستطيع بعد قراءته إلا أن تسير في موكب العابدين، مع السراة المتوجهين نحو النور العلوي المتدفق من منبع الصفاء، حيث الخير، والفضل، والرحمات…
إن حباك الرحمان بالنظر في السفرين، فلن تأتي على نهايتهما إلا وأنت تمني النفس بلقياهما كرة أخرى، مع ألم الفراق الذي يصاحبك كأنك تفارق حبيبا مقربا.