أوراق الخريف.. أحلام طبيب (٧)
بقلم: شرين خليل
افرح ياصديقي خلاص كل شئ انتهى النهاية اللي ماكناش نتوقعها كلنا لكن ربك مابينساش حد..
-قول ياطارق بسرعة فرحني…
– بعد كل اللي عملناه المحامي اكتشف إن رهف رافعة قضية خُلع ودا طبعاً بيرجعنا لنقطة البداية أو بمعنى أصح للنهاية ..
-مش فاهم…
-الوضع خلاص اتغير يعني الحجات اللي كانت بتطالب بيها ملهاش حق أنها تطالب بيها لأنها دلوقتي هي اللي بتسيب مش زي قضايا الطلاق …يعني خلاص الموضوع انتهى هي كده أنهت كل شئ…
-معقول!!! هاتضحى بسهولة كده …
-دا عشان ربنا بيحبك..
-طيب ايه اللي يخليها تعمل كده
-يمكن أتسرعت أو مش فاهمه أو عاوزه تخلص بهدوء ..أو يمكن ربنا خلاها تعمل كده عشان ينقذك …مش عاوزك تفكر عملت كده ليه عاوزك تفرح وتحمد ربنا إن بعد المعاناة دي كلها والأمل اللي كان مفقود أو شبه موجود، كل حاجه اتحلت وانسى بقى ياصاحبي…
– أنسى …بسهولة كده .. في حجات كتير صعب نهرب منها، حجات بتطاردنا حتى في أحلامنا ..
تفتح عينيك تشوفها، تغمض عينيك تشوفها …
مهما قاومت وقاومت وجاهدتك نفسك مش بتقدر تتخلص منها …
طيفها قدامك وضلها وراك …
جرح النفس مش بيتعالج بسهوله زي جرح الجسد …
جرح النفس بيغيب جداً وبيسيب وراه آثار …
أنا مش عارف هارجع لنفسي إزاي وهاتعامل معاها إزاي …
أنا جرحتها ودبحتها … وعشان أدوايها مش عارف أعمل إيه …
-دي مسألة وقت وبكره هاتنسى ..أنا عارف إن الموضوع صعب عليك وصدمة مش سهلة لكنها هاتقويك …
-تفتكر ياطارق …أنا حاسس إني إنكسرت..
-ماعاش ولا كان اللي يكسرك …إنت هاترجع زي الأول وأحسن قصدي وأقوي ..الحياة دروس لازم نتعلم منها ..إنت بس حاول تعوض اللي فاتك في شغلك يادكتور …شغلك دلوقتي هو الأهم …
-صح لازم أعوض اللي فاتني …
-دي هاتكون البداية الصح …
وإن شاء الله هتكون أحسن دكتور …
-أنا بشكرك ياطارق إنك وقفت جنبي …
-دا واجب الصداقة اللي مابينا وبعدين ياوليد إنت من الناس اللي تستاهل أقف جنبها وأكون معاها، اللي زيك نوعيه نادرة لازم نحافظ عليها …إنت مكسب لأي حد …مش بسهولة نلاقي ناس مخلصة كده زيك …
-تسلم ياطارق دايما رافع معنوياتي …
-دي الحقيقة ياوليد وصدقني أنا متفائل بيك وحاسس إنك هاتكون حاجة عظيمة …ويلا بينا نبدأ أول خطوة ونقفل باب الماضي نهائي…
-هاحاول ياطارق …
-وأنا معاك وكل يوم هاكلمك ..
-سلام ياصاحبي..
مرت الأيام وطارق يتواصل معي ويطمئن عليّ وأبي أيضاً…
وانتهت القضايا بسلام.. وانفصلت عن رهف..
خسرت الكثير من الماديات والمعنويات …
والأهم أني أضعت وقت طويل كان من الأولى أن أجتهد في شغل وأثبت وجودي كطبيب …
تأخرت عن أقراني..ولكن في النهاية كل شئ بميعاد …
أبي يطلب مني الإرتباط وأنا أجد نفسي غير مؤهل فأنا بقايا إنسان ..بداخلي حُطام ..
احتاج إلى ترميم مابداخلي ..بل احتاج إلى إعادة البناء …
أبي من رأيه أنني أحتاج من تساندي وبالفعل هو يعرفها فهي طبيبة إبنة صديقه فتاة جميلة ورائعة وذات أخلاق عالية …
كنت خائف في البداية وحذر فأنا لا أريد أن أظلم أحد ولكنها تفهمت الوضع فأبي حكى لها حكايتي وهي تعرف كل شئ عني ..
تعرفت عليها وبدأنا نتحدث فطرق التواصل الإجتماعي جعلت كل شئ سهلاً…
إنسانة مختلفة وكما قال أبي هي مثال للزوجة الصالحة..
وبعد فترة وجيزة من التعارف تم الزواج وسافرت معي وبدأت حياتي تتغير للأفضل وبدأت أشعر بوجود وكياني …
ولكن حدث مالم أتوقع حدوثه وهي مطاردات رهف لي وإرسالها رسائل لزوجتي حتى تُفرق بيننا…تعجبت من تصرفاتها وردود أفعالها ..ماذا تريد مني؟؟ هي من تركتني …الآن تحاول أن تفسد حياتي…ماهدفها؟؟؟ هل تريد العودة؟؟ أنا لن أعود إليها مهما حدث …فلقد انتهت ولا أريد رؤيتها ولا ذكرياتها…فلقد اكتفيت وكانت هذه التجربة بمثابة نقطة التحول في حياتي
تغيرت إلى الأفضل ولن التفت إلى الوراء مهما حدث لن أعود إلى الأحلام الوهمية وسوف انطلق إلى تحقيق أحلامي الواقعية …
أضاعت الكثير من وقتي ولذا سأبذل جهداً مضاعفاً..
زوجتي تساعدني وتساندني وتقف بجانبي حتى بدأت بالفعل في تحقيق أول خطواتي ..وهي إستقراري في بلدي وعودتي إلى وطني وأصبح لدي عيادتي الخاصة وأعمل في أكثر من مكان …تميزت في عملي والجميع أصبح يعرفني وأنعم الله عليّ بنعم عديدة عوضني الله…
وسقطت أوراق الخريف لتنمو الأوراق الخضراء من جديد بقوة وثبات
وكانت هذه هي البداية …