رسالة إلى تمثال الحرية
بقلم: مالكة حبرشيد| المغرب
يا تمثال الحرية..أطلق سراح الديمقراطية..الحق مقهور في الزنازين…والعدالة روت التراب دماء زكية…هم شهداء فلسطين شتلوا الارض دماء…أخلصوا الله وعدا…وغذا يزهرون على امتداد الكون فجرا يمسح جبين الدجى باليقين
ينتشر زوبعة في ثياب المطر
يشعل شفة البروق لظى
بعيدا عن تكية الارزاق والنفاق
حيث خزائن العهر تمتليء مذلة
صناديق الخضوع تفيض هوانا
لتتهاوى منابر الخيانة تباعا
القبرات النائمة تحت القبة…التهمت الماء و الغذاء والهواء ….لم تترك غير الاكفان تلم الاشلاء…في مقابر جماعية تودعهم أمانة …حين تبرجت النار …اهتز ايقاعها المعدني الرمادي….خلف المتاريس جمعت الحوقلة ابناءها وتوارت…وراء مدى من حديد….لا صوت للحب…لاصوت للانسانية…لاشعارات هنا تغطي وجوه القتلة… ملامح المتواطئين … وخطابات المشاركين في المذبحة… وحدها الوحشية كشرت أنيابها….دكت الإسمنت…مزجا بالدم الطهور…والطفولة حلقت ملائكة …غلقت الفضاء …هي الجنة تفيض نورا بعيدا عن مهرجانات تزنر الثعالب …تُرقِّصُ الذئاب والكلاب على دماء الشهداء …والصوامع المهدمةمن بين الانقاض ترفع الأذان في وجه العدا …الله اكبر …الله أكبر … حي على الصلاة حي على الفلاح …آن ميعاد الشتات الشتات …فلا مناص …مهما أمعنتم في التضليل ….وتمرستم في التدجين والقتل والتشريد.
أيها الشهيد….يا من أرهبت جنود الشر وحدك…كيف تصمد في أرض توجه فيها الصواريخ نحو الحمام واليمام…نحو السنابل والملائكة …التين والزيتون….والقمروالنجوم …نحو الاجنة في البطون….نحو المصلين الراكعين….العمال الدائبين..والأطفال الذاهبين والعائدين …لا تستثني صغيرا ولا كبيرا….مقعدا أو سليما … وصدى الصوامع يهتز نكاية في طائرات الموت ….اجراس المدائن تقرع رغم جحيم القنابل والدبابات الحاملة بني صهيون تدك الجدار والجدار والجدار….لا يعلمون أن الدود في فلسطين لا ينهش الجثث …لأن دودا غيره أضاع في النهش عمره سدى…ألا يعلمون أن الشجر يموت واقفا …ومهما هزته الريح تظل جذوره ضاربة ..ضاربة؟.
يا تمثال الحرية …
أخبر القادمين من كل حدب….إن المنية تصدر من كل صوب…والصامدون المرابطون فوق الأرض …تحت الأرض ….بين الأنقاض…فوق الانقاض….مازال حولهم مليون مقاتل لا يموتون مهما بالقنابل تناثرت اشلاؤهم ….زهرا يبعثون..يُعلمون العالم كيف تصمد الزهور في وجه القنابل؟ هم سوط العذاب الذي صبه الله على قوم عاد…. ليصدح الحق من الاشلاء زلازل تهز كيان اِرم ذات العماد ….أطفال غزة يبنون من النور حصونا يضحد رؤى بني صهيون…. يتخدون الندى موطنا… الرياح دروعا…يقطفون النجوم…ويقاتلون …يجمعون الاشلاء ويقاتلون….يشيعون الشهداء ويقاتلون…في وجه العدا ينفجرون …وهم مبتسمون… مادامت الحقيقة في القلوب ثابتة ….لا تهون .
يا تمثال الحرية….
قد فتشوا فوق النجوم وفوق السحاب…. بحثوا تحت البحار وتحت التراب … بين الصخور وبين الضباب….فتشوا تحت الجلود وبين كريات الدم ….لم يجدوا غير ناب وناب….وسهم إيمان لا يخطيء حصون أبناء – السفارديم- …هم الشك والخوف والإرتياب …دينهم اليأس والاغتراب ….ديدنهم اغتيال الزهور وصنع الخراب ….فمن يساوي مواجهة الزيف باليقين….من يساوي الثبات بالانسحاب ؟
تأكدوا…لن يمر اغتيال البنفسج دون حساب….ولن يمر اغتيال الحقيقة دون عقاب …وطوفان الاقصى قد جدد الدماء في الاجيال…. والحق فتح الف باب وباب.
يا تمثال الحرية…
اِضرب على صدرك مليا …واندب تاريخك مليا ….أرضك خائنة….ذيولك خائنة…فاحذر من تحلقوك…كل شيء خائن….مهما انتشيت بالوانك الفضية الذهبية ….أنت منذور لأمة ظالمة . .. الطغاة يريدونك دما يتدفق في عروق الأمة الظالمة ….فلا تدع الموت يغلق بابك….انهم يهيئون اعدامك …مادمت تصرخ : فلسطين عربية ….والأرض كل الأرض تصرخ : عربية …عربية-
اعد المجد لامتداداتك بصرخة مدوية ….
تدعو فيها جموع الضحايا الى مذبحة الأنظمة الفاسدة …قد حان عقد المحكمة …اطفال غزة اعدوا المقصلة ….إن لم يكن اليوم فغذا …وإن غذا لناظره قريب …قريب