أدب

كفنوني

شعر: شفيق حبيب| فلسطين

أنزوي في الرُّكن ِ عَيْنــا ً
في مَحطـّاتِ الضّبــابْ …
لأرى لحمي خيوطـا ً واهيــات ٍ
كـُرَة ً من صوف ِ لحمي
بين َ ظـُفـْر ٍ دَمَويٍّ …
مُضْغة ً في حــدِّ نــــابْ …
إنني مزَّقـْــتُ تاريخي ،
وأرقـــامَ الحســــابْ …
واستباحَ القمـْلُ أهلي
منذ أن ضلـّوا الشـِّعــابْ
يا سلامَ الذئبِ والنعجــةِ
في ظلِّ الحِـــرابْ …
في متـاهـاتِ التـَّدنـّي
يصبحُ القِدّيسُ قـِـردا ً
والقيــاداتُ ذبـــابْ
إسألـوا نفطَ َ ابن ِ جَهْـل ٍ
تـُدركــوا سِــرَّ الزِّنى
في نهج ِ أسْــراب ِ الكــلابْ
* * * *
كيف نجني من بقايا الفحم ِ
شَـــهـْدا ً…. وحَـليـــبا ً…
كيف نبني وطنـــا ً
والعُــشُّ يغزوهُ الغـُــرابْ …
لم يَعُــدْ لي فوقَ صدر ِالأرض ِ ضِرْع ٌ
كلُّ ما حولِيَ ،
أحــزانٌ … ودمــعٌ … واكتئـــابْ
وغــدا النسرُ طعــامـــا ً للذئـــابْ
مَـزَّقـوني …
شَطـَـروا قلبي طـريــدا ً
بعضــهُ في النـّهر ِ غــاف ٍ
وعلى الشاطىءِ ، …
أرض ِ المجـْــد ِ
والثــَّـورةِ … والعَــزْم ِ …
حريــقٌ … وصحارى … ويَبـــابْ …
* * * *
لغة ُ الـدّولار ِ فيها الفـَصْــلُ
بين السّــيف ِ والرّيشــة ِ
في وادي المــآسي والخـَــرابْ
أيُّ ســرٍّ يختبي
في صـَمْت ِ هذا الصّخــر ِ
في غـَيْظ ِ التـُّــــرابْ؟
إنّ في الســِّرِّ الجـَـــوابْ …
إنّ في الســِّرِّ الجـَـــوابْ …
* * * *
أبتغي ذاتي …
وذاتي كـَـذِبٌ في لغــة ِ الـدّنـيـــا
وأحلام ِ السّـــرابْ
أعْطِني جُــرْعَـةَ َ سُـــمٍّ
داوني بالموت ِ
فالموتُ انبعاث ٌ وتـَحَـــدٍّ
لا هروبٌ وانسِحـــابْ …
كـَفـِّنوني!!
ليس لي ماض ٍ.. ولا فـَجْرٌ
وتاريخي خـُــــواءٌ …
وانـدحـــــــارٌ …
وانهيــــــــارٌ …
واحتجـــــابْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى