حالة فنية “عائلية” خاصة في معرض شيخ التشكيليين الجباخنجي بضي الزمالك

مجدي بكري | القاهرة

يمثل معرض أسرة الجباخنجي الذي افتتحه الناقد التشكيلي هشام قنديل رئيس أتيليه العرب للثقافة والفنون، مساء أمس الأحد، بجاليري ضي الزمالك، حالة فنية عائلية خاصة، تؤكد بالضرورة أن مناخا مواتيا للفن في مجتمع وعائلة، يمكن أن يشكل فرصة لتوارثه.

المعرض الذي يستمر لمدة شهر في جاليري ضي بشارع حسن عاصم بالزمالك، يضم أعمال الجد صدقي الجباخنجي والأولاد علاء الدين وعصام وعمر والأحفاد عليا ومني، وحظي بإشادة وإعجاب كبار الفنانين التشكيليين وأبرزهم الدكتور مصطفي الفقي ومحمد عبلة ومحمد الناصر ومحمد سيد توفيق والدكتور فكري حسن والفنان محمد غانم ومحمد اللبان وأحمد زيدان ونادر هلال وعاطف الشافعي وشيرين رجب والفنان السعودي عبدالله البراك.
يرى الناقد التشكيلي هشام قنديل أن الفن يورث أحيانا أو ينقرض، ويؤكد أن معرض عائلة الجباخنجى للجد والأبناء والأحفاد وهم يركدون فى دروب الفن، وكل قد عرف طريقه يقودهم الجد محمد صدقى الجباخنجى برغم رحيله كأنه يراقب من بعيد ولا يتدخل، يفرح بتقدمهم ولا يعرف الحزن فطريق الفن مفروش بالنشوة والرغبة والحلم، ليس هناك مخطئ فكل أصاب هدفه فى الفن.


يقول قنديل: إنها عائلة فنية تتقدم إلى الساحة بكل فخر تحيي ذكرى الجد وتستلهم من تجربته فى وجبة تشكيلية دسمة تخاطب كل الأعمار والأذواق والاتجاهات، فقد جعل من اختلاف عائلته تفردا وتميزا. معرض أسرة الجباخنجي هو مجموعة معارض فى معرض واحد، حيث الجد مايسترو يقود فرقة لا تنصاع إلا للفن، في نفس الاتجاه. داخل المعرض أعمال أسرة بكاملها متشبعة بالفن وهي أسرة الفنان والمؤرخ العظيم صدقي الجباخنجي، وهي مثال مختلف وحالة نادرة للاتفاق على أن الفن هو الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الذات، فالكل يرسم، والكل مهموم بعالمه التكويني اللوني والسياقي.
وابتداء من الجد المؤرخ والناقد والفنان العظيم صدقي الجباخنجي أحد العلامات المؤثرة الكبيرة في الحركة التشكيلية المصرية فنا ونقدا وتنظيرا وتأسيسا وكتابة وتأليفا، تحضر قوة المعرض بمحتواه، فهو من المؤسسين لنقابة الفنانين التشكيليين، ومن أوائل من كتبوا عن الفن التشكيلي المصري، ويعد من رواد الصحافة الفنية التشكيلية، ولقب بشيخ التشكيليين وكانت موضوعاته عن الريف الأوربي والمصري بأسلوب انطباعي، وأبناؤه عمر وعلاء الدين وعصام ساروا علي نهجه في استلهام الطبيعة بأسلوب تأثيري، مثل علاء الدين الموهوب بحق والذي يعرض للمرة الأولي في حياته، ومنهم من تمرد علي أكاديمية الجباخنجي وغرد خارج سربه مثل عمر الذي يقدم أعمالا نحتية بخامات مبتكرة، ومنهم من وازن بين التأثر والتمرد مثل عصام الجباخنجي المخضرم الذي سبق له إقامة ثلاثة معارض شخصية إضافة إلى مشاركات جماعية متعددة.
ثم يأتي من الأحفاد عليا ومني وتحاول كل منهما الاستقلال بأسلوبها الخاص في الأداء وبصمتها الخاصة مبتعدة عن الجد والوالد، لكن يجمعهما جينات الجد العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى