فكر

يوسف زيدان.. أهداف خفية وراء القدح في الثوابت التاريخية والدينية

بقلم د. محمد السيد السكي

استشاري تحاليل طبية وكاتب وروائي المصري

بعيدا عن وجود أهداف للدكتور يوسف زيدان خفية أو معلنة وهل هذا محاولة للقرب من عرق معين أو لا فإن أطروحاته الفكرية والتاريخية تفتقد لحلية التبصر وحصافة الباحث المستنير المفتش عن الحكمة..
كلامه عن أن المسجد الأقصى مكانه بين مكة والمدينة ونيله من صلاح الدين الأيوبي واتهامه بأنه قاتل خسيس وقوله إن سورة الفيل وحادثة الفيل لم تقع في مكة وإنما حدثت في الماضي لطائفة يهودية حكي عن قصتها سفر المكابيين.
كل هذا الحديث ليس بالذي يحمل منهجية واعية ورؤية ثاقبة وإنما يحمل أوجه ويعكس توجهات بعيدا عن الذي يسوقه من عدم وجود نصوص مدونة موثقة في تاريخ العرب وان تراثهم شفوي.
ومن وجهة نظري.. التدوين يعطي مصداقية للنصوص ونحتاج إليه كمرجع للنص النقلي ولكن فقدانه لاينزع مصداقية الحدث التاريخي.
كما إننا نقول إن فصيلة الدم تنفي النسب ولا تثبته فإن حجية النص المدون هي للتناقل النصي ولا تقدح أبدا في التواتر الشفوي التطبيقي العملي والذي نشم طيب ريحه في الممارسات العملية المتوارثة المتواترة وفي الأحداث التي تزينها عنونة الموضوع لا تفاصيله المعقدة.
يعني حادثة الفيل هي قصة متوارثة متناقلة في مكة قبل الإسلام شأنها شأن إيمان العرب بوجود إبراهيم وغسماعيل.
عنونة الحدث لا يمكن الطعن فيها حتى وإن لم تستند لتوثيق وتدوين وإنما الحديث التفصيلي المعقد ذي الصفة التفصيلية كثيرة تعقيد الأحداث يمكن التشكيك فيه..
المسجد الأقصى وإن لم يكن موجودا ومحدد المعالم في عهد النبي محمد عليه السلام لكنه كان مكانا مباركا معروف البركة والقدسية وملامس لبهاء أسباب السماء والبوابات النجمية والأنفاق الدودية الموجودة في القدس.
﴿سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ﴾ [الإسراء ١].

صلاح الدين الأيوبي بشهادة كل الكتاب الغربيين رجل شهم متسامح لكن كون يوسف زيدان محب ومجل للخلافة الفاطمية أمر آخر ولعله لوكان منصفا لما جعل صلاح الدين أكثر السفاحيين المنحطين وجعله مقدما في جرمه عن الحاكم بأمر الله أو طيش الصلبيين وبشاعة أفعالهم عن اجتياح القدس أو المقارنة بينه وبين السفاحين الطغاة الذين سبقوه أو دلفوا خلفه ..
نسأل الله العافية.. ولا حول ولا قوة الا بالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى