أَيْكَةُ المُلتقَىٰ
شعر: د. زينب أبو سنة | سلطانة الأدب والطرب
يا أيكةَ المُلتَقىٰ
كم كنتِ شاهِدَةً
علىٰ الرِّضا بيننا
في دَوْحَةِ الكَلِمِ
الشَّوقُ كم ضَمَّنا
يُخفي سَرائِرَنا
يهيمُ مِنْ ذا الذي
أوْدَعْتُهُ عَشَمي
وَالليلُ أسرَىٰ بِنا
وَالنَّجمُ مُرتَقبٌ
عيناهُ تلمعُ لي
مِنْ نَشْوَةِ النَغَمِ
ألَستَ مَنْ قُلتَ لي
يومًا تُداعِبُني:
يا دُرَّةَ الخَلْقِ
يا سُلْطانةَ القَلمِ؟!
وكنتَ أنت الَّذي
تَهوَىٰ مَباسِمَنا
والطيرُ يشدو لنا
سَعْدًا مِنَ القِمَمِ
أكُلَّما زُرتَ أيْكًا
تَخْتفي هَرَبًا
تَهوَىٰ الحِسانَ
وتُقْصيني كَمُتَّهَمِ
اِذْهَبْ كَما شِئتَ
مَصْحوبًا بمَظلَمَتي
إلىٰ القلوبِ التي
أَغْوَتكَ بالقَسَمِ
يا لَيتَني مِتُّ
قَبلَ الشَّكِّ مِنْ رِيَبي
فالحُبُّ ليسَ له
في القَلبِ مِنْ عِصَمِ
لو كُنتُ أعلمُ
أنَّ الهَجْرَ خَاتِمَتِي
ما كانَ قلبي له
أو كانَ مِنْ شِيَمي
شُفيتُ مِنْ ذا الَّذي
بالغَدرِ مُتَّصِفٌ
برِئتُ مِن زلَّتي
حَطَّمْتُه صَنَمي!
يا مَنْ تَعِيبُ الَّتي
جاشتْ مدَامعُها
إنْ ذُقتَ طعمَ الهَوىٰ
فاحذَرْ مِنَ النَّدَمِ
قل للذي لامني:
اللهُ لا مَعَهُ
انظرْ لِشَأنِكَ
واحذَر زلَّة اللمَمِ