لكَ ما أردت

عبد الناصر صالح| فلسطين المحتلة

( إلى صديقي الحكواتي الشاعر عبد الحكيم سمارة .. صاحب الحكاية )

لكَ ما قطفتَ من الندى
رجعُ الحنينِ إلى مصابيحِ الطفولةِ
تنسجُ الأفراحَ في أورادها
وعلى موائدها السّخيّةِ
حين يستهويكَ نَسْغُ حنينها
لكَ أن تربّي العمرَ محمولاً على الأشجارِ
تحفلُ بالقصيدةِ سيرةً
ومسيرةً ،
مسكونةً بالوحي والتّسبيح
تقطُرُ أُلفةً ..
ولكَ الخيالُ مُشَبّعاً برذاذِها
لك ما عشقتَ من الحروف على مشارِفِها ..
حلماً يحاصر وردةً
ويحاورُ الأمواج في شفقِ النّهار ..
ولكَ السؤال بِرَسمِ ذاكرةٍ نلوذُ بها
فتسبقنا إلى جهة الغبار
حجرُ الرّحى إرهاصةُ الميلاد
أو قُلْ فُسحةُ الأمل القريبِ
نَذَرَتْهُ للريحِ
يمخرُ في المدى من فرط بهجتهِ
خزف الأغاني تحفة الإيقاعِ /
شُدَّ وثاقَهُ
مرَّ الكلامُ على الظّلالِ
وأثمرتْ في الرّوحِ موسيقى المقدّس؟
لكَ أن تَدُلَّ الماء ، منهمراً ، إلى الصحراء
تسمع ما تقاطرَ من وَجيبكَ
فوقَ بُردتِها
بعيداً عن مجاز الوهمِ
توقظُ شمعةَ قد تسبق الأمطارَ
كيف تردُّها للغيبِ
تقطفُ حرفها ليضيء ثدي الرملِ
حاوِرْ خَيْلَها
واصعدْ لطالع عمركَ المرهون للرؤيا
ليتّضحَ المسار ..
لك أن تُزكّي العشبَ ينهضُ في كتابكَ
يقفزُ المعنى نقياً مُدْنَفاً بمدادكَ
المرويِّ من نخل الطفولةِ
هل ترى أسلافَـنا يتبارزون على الغنائمِ تحتها ؟
هل رُمْتَ خَيمتها ولونَ جبينَها
يا حارسَ البوابةِ المنذور للصّلواتِ
مشّاءُ الحقيقةِ
سادنُ الوجعِ المطلُّ على البلادِ
ومعولُ الأرض القريبةِ والبعيدةِ
فانتبه .. ما كنت أحلمُ يا رفيق عذابيَ الأبهى
ولكني ألِفْتُ الطّينَ مَزهُوّاً بأغنيتي
فما برحَ اليراعُ يدي
أصغيتُ في ليلي المبلّل للنشيد
رأيتُكَ المفتونَ بالغاباتِ /
ترعى صوتَها
وتجرُّ مركبةً إلى الشّطآنِ
تبحثُ عن أمومتِهِ لتختصرَ السّراب
أبداً رأيتك مُفْرِطاَ في العشقِ
تسكن في تمائِمِهِ
وتقراُ طالع الشهداء في مرمى الأهِلّة
لا عليكَ بأنجُمٍ سقطتْ وأخطأتِ الطّريقَ
فكنْ كما أنتَ
انتبه للشمسِ راهِبةً تُطلّ على المدى
لك وشمها الأبديّ إن لاحَ الغيابْ
ولكَ الصحائفُ ترتوي برحيقِها
ولكَ السّحابْ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى