وفاء كمال الخشن والفنان أحمد ذكي وجهًا لوجه (1)  

بعد أيام من لقائي بـ” غالب هلسا ” جازفتُ وسط زحمة الصحفيين الذين تجمهروا حول الفنان أحمد ذكي، فيما كان يعتذر بلباقته السينمائية المعهودة عن التحاور معهم. لم يكن هناك مكان للجلوس مطلقاً مما اضطرني لأخذ وضعية القرفصاء وأنا أحاوره. كان الأمر مزعجاً بالنسبة لي. أعربت عن انزعاجي من اضطراري لأخذ تلك الوضعية. مما جعل أحدهم يتدخل كان منتجاً سينمائياً (جمال أو ممدوح أو إيهاب الليثي) لم أعد أذكر بالضبط. نظرَ لوضعية أحمد ذكي وهو مسترخِ في جلسته. ونظر لوضعيتي . وقال له : ليه كده يا أحمد ..دي حاتْطَيْنْ عيشتك . هناك صحفيون يجب أن نفسح لهم المكان ونحن نحاورهم . هنا بدأت مشكلتي مع الفنان أحمد ذكي وقد غذاها ذلك المنتج وجعلني أكثر جرأة في الحديث مع أحمد ذكي. وأزاح عن دماغي موجة القلق والرهبة التي كانت تعتريني لدى لقاء الشخصيات التي أقتنع بتفردها.

كان الفنان أحمد ذكي قد خرج حديثاً من تهمة تعاطي المخدرات فاستهليت الحوار في الحديث عن انتشار المخدرات في مصر. الأمر الذي أثار حفيظته.وحاول التهرب من الإجابة بقوله: كلميني في الحب كلميني في الملوخية وبدل أن يقول لا تكلميني في المخدرات، قال لاتكلميني في السياسة. وقد استغربت جداً وأنا أسمع مثل هذا الكلام.

من فنان اعتاد التعبير في أعماله عن رفضه للحياة التي تُقَدَّم للإنسان جاهزة دون كفاح، وطرحه لقضية الفرد في صراعه مع القوى الأقوى منه ومع مشكلات مجتمعه. ففي فيلمه ” النمر الأسود ” يتحدث عن الإنسان العربي في مواجهة العالم الغربي. وكما أن النقاد الغربيين وجدوا في فيلمه ” زوجة رجل مهم “عنصراً جديداًهو العنصر النفسي . والكتابة التاريخية التي تم طرحها من خلال المقارنة البسيطة التالية

الستينات ـ السينما .

حيث تمضي زوجته وقتها في السينما مع صديقاتها.

السبعينات ـ الحياة .

الستينات ـ الأحلام

السبعينات ـ الواقع

الستينات الاشتراكية .

السبعينات الرأسمالية

فماذا يعني أن يقدم فنان أعمالاً بالغة الأهمية وصادقة الالتزام. بينما لا يهتم فعلياً بالسياسة ويفضل عليها الحديث بالملوخية. قلت: بعد رصيدك الكبير من الأفلام الناجحة والملتزمة تكذب الآن على نفسك وعلى جمهورك. وماتقوله الآن ليس سوى إنه لديك أسبابك الخاصة التي تود أن تبقيها خافية على جمهورك .

  • (س) لذا لن أحرجك وسأفرغ حوارنا من السياسة. فأرجو أن تحدثني عن الإضافات التي استطعت أن تدعم بها شخصية البطل في أفلامك.

ـ ج ـ ليس من المفروض أن أحدثك أنا عن ذلك وإنما أترك ذلك للنقاد السينمائيين الذين يراقبون ويحللون . كل مايمكنني قوله: هو إنني لا أقوم بلعب شخصية ما إلا بعد دراستها دراسة وافية، حتى أقتنع بها . فكثيراً ماعُرِض عليَّ خلال  مسيرتي السينمائية أعمالاً كان من الممكن أن تدر علي أموالاً وفيرة، لكنني رفضتها لعدم اقتناعي بها . فأنا لا أحب تكرار وتقليد الموضوعات التي تناولتها السينما المصرية . إنما أسعى لكسر القالب التقليدي وخصوصاً فيما يتعلق بشخصية البطل . فالبطل في فيلم ” زوجة رجل مهم ” لم يعد طيباً ورومانسياً كما هو مألوف. وإنما هو رجل بوليس وسيم لكنه سيء ومنحرف. وفي ” أحلام هند وكاميلا” كان مزاجياً يقترب من حياة المرأة حسب أهوائه وظروفه. يفكر تارة بالقرش وتارة بالاستقرار والانتماء إلى المرأة التي ستنجب له طفلاً. وفي كل شخصية أقدمها أحاول أن أبتعد عن الأطر التقليدية للبطل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى