شعر: همام صادق عثمان
يصبِّرني دمعي على رغمِ ما بهِ
ولا بدَّ للمشتاقِ أن يتصبَّرا
*****
يبادلُني الإحساسَ في كلِّ حالةٍ
فما خانني يومًا نصيحًا ولا افترى
*****
أقولُ: عرفتَ البعدَ؟ قال: عرفتُهُ
عن العينِ لمَّا قطرُ مِلحي تحدَّرا
*****
عنِ العينِ لمَّا حدَّثتني عنِ الهوى
حرامٌ على الولهانِ أن يعرفَ الكرى
*****
فقلتُ: وهل يا دمعُ تشعرُ مثلَنا
فأومأَ لو ما كنتُ.. ما سلتُ أبحرا
*****
سألتُ: فهل للحبِّ أيُّ قرينةٍ
يقولُ: فمَنْ ذاقَ الغرامَ تحيَّرا
*****
فكيفَ عييُّ القولِ يصبحُ شاعرًا؟!
إذا سارَ فوقَ الجمرِ بالحزنِ نوَّرا
*****
ومَنْ شافَ نوحَ الشِّعرِ يومَ فراقِهِ
سيعرفُ معروفًا وينكرُ مُنكرا
*****
لأنَّ رؤى شخصٍ يخبِّئُ شاعرًا
تدورُ بأفلاكٍ تغيبُ عن الورى
*****
فقلتُ: وما الأُنثى فقالَ: كرامةٌ
تموتُ إذا قلبُ الفتاةِ تغيَّرا
*****
وساءلتُ عنْ نفسي فقال: معذبٌ
سيرضى بما عنهُ التَّقلُّبُ أسفَرا
*****
عناقٌ طويلٌ كانَ بيني وبينَهُ
وأبحرتُ في شكواهُ لمَّا تبحَّرا
*****
على كلِّ شخصٍ أن يحدِّثَ دمعَهُ
ويحفظَ عنه كلَّ ما عنهُ أخبرا
*****
فكلُّ مقالٍ للدُّموعِ مؤثِّرٌ
وكلُّ نباتٍ بلَّهُ الدَّمعُ أثمرا