أدب

على موعد

شعر: سائد ابوعبيد

أُحَاذِرُ مِنْ غُربَةٍ لا أَرَى لَوزَ عَيْنَيْكِ فيها
ويُكسَرُ سَروٌ لنا شَاهِقٌ
كانَ يَحمِلُ حَرفَيْنِ لاسمَيْنِ قَدْ وثَبَ اليَاسَمِينُ عَلَيْهَا
وأَخشَى إِذا مَا نَظَرتُ إليَّ وجدتُ الذي في المَرَايَا غَرِيبًا
فلا جَاورَتْهُ الحَبِيبَةُ كَيْ يَستَعِيدَ الهُوِيَّةَ والأُغنِيَةْ
أُسَافِرُ بِي بالحَنِينِ إِلى دِفءِ أَنفاسِنَا
فالغَرِيبُ الَّذي الآنَ فيهِ اشتَهى مَوقِدًا كانَ يجمَعُنا في شِتَاءٍ
فنلمَسُ زنبَقَنا بالأَصَابِعِ
لا أَوجَعَتْهُ البُرُودَةُ أَو غُربَةٌ قاسِيةْ
أُجَاهِدُ أَنْ أَقطَعَ اللَّيلَ عن قُطبَةٍ في ثِيَابي
فَنَوَّارُ كَفَّيكِ هَيَّجْتِهِ في الخُيُوطِ
وأَوثَقْتِهِ كَيْ أُضِيءَ بِهَمسَةِ تَرتِيلَةٍ مُقْمِرَةْ
كأنَّكِ واعِيَةٌ أَنَّ يَومًا سَنَمضِي بَعِيدَيْنِ
معتِمَةٌ جَبْهَتِي في اغْتِرَابِي
ويُنْهِكُ عَيْنَيْكِ سطوُ الرَّحِيلِ
تَنَامِينَ كَالوَرْدَةِ الذَّابِلَةْ
يُهَلِّلُ فينا الحَنِينُ بَنَفْسَجَهُ
نَستَدِلُّ بَلَاغَتَهُ الرَّاجِفَةْ
سَأَسْنُدُ وجهَ البَنَفسَجِ كيْ لا أَضيعَ
ولا يذبلُ اللَّوزُ في حقلِ عينيكِ
أنتِ الحَدِيقةُ خَمَّرتِ لي عِنَبًا في الدَّوَالي
وطفَّفْتِ كَأسًا لأَرشُفَهُ حينَ أَنسى اغتِرَابِي
لأَصحُو على سَروَةٍ تَنْتَشِي وشْمَنَا
على عِطْرِ حَرفَينِ قَدْ وَثَبَ اليَاسَمِينُ بِها
على مَوعِدٍ في عِناقٍ لَنَا
أُحِبُّ التِفَاتَةَ وجهِكِ لي
واعتلاءَكِ في أُغنيةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى