كُلُّ الدَّواهي تَحْمِلُ بَصْمَتَك
شعر : عبد الصمد الصغير
لِماذا تَرى صَوْتي أَذاكَ وَ عِلَّتَكْ؟
كَما مالِكٌ رآكَ تُفْتي فَأَسْكَتَكْ
***
أَرى، مِنْ عَناءِ الْأَهْلِ، قَـلْبي إِذا بَـكـى
وَفي نائِـباتِ الْأَرْضِ لَمْ أَرَ دَمْـعَـتَكْ
***
لَقَـدْ كـانَ قَـلْبي في الْهَوى مُـتَـخَشّعاً
وَكـانَ الْأَذى، دَوْمــاً، هَواكَ وَمِـهْـنَـتَكْ
***
لِـمــاذا تُـريــدُ الْـحَرْفَ شــاقّاً وَفــارِغـاً؟
وَتُـعْلي نَشازاً مُظْـهِـراً فيهِ دَهْـشَتَـكْ
***
أَراكَ إِذا هَــبّــتْ رِيــــاحٌ رَكِـــبْـتَـها
وَإِنْ رَحَّـبَـتْ بِي خـالَـةٌ قُـلْـتَ عَـمَّـتَـكْ
***
وَوالِــدَكَ الَّــذي يَـــرى فـيـكَ واعِــداً
وَجَــدَّتَــكَ الَّـتـي تُـبــارِكُ خَـطْـوَتَــكْ
***
وَ فِـكْـرَتَـكَ الَّـتـي تَــرى قَـبْـلَ سـائِـلٍ
وَ ضِـحْكَـتَكَ الَّـتي سَتُـسْقِـطُ دَمْعَـتَـكْ
***
أَلا فَـانْـتَهـي عَنْ باحِـثٍ عَـنْـكَ ضـائِـعٍ
وَ جـاهِـلٍ يَجْثُو لِيَـحْـمِـلَ فِـكْـرَتَـكْ
***
تَـرى مِـنْهُ سِحْراً فـيهِ قَدْ صِـرْتَ ذاهِـلاً
لَعَـمْري سَـيُلْـهينا لِـيَصْـطادَ غَـفْلَـتَكْ
***
لَـقَـدْ أُرْهِــقَـتْ أَفْـكــارُنـا فـي مَـكـانِـها
فَـلا عَـيْـنُـنا رَأَتْ سِـواكَ وَ صُحْـبَـتَـكْ
***
وَخِـلِّـي مَـتَـى رَأَيْـتُـهُ مِـنْ سَـلـيقَـةٍ
رَآنـي كَـــأَنْ تَـــرى وَدُوداً عَـــدُوَّتَـكْ
***
دُمُـوعُ الْجَـوى خَـجْلى، وَخَـدِّي تَـوَرُّدٌ
وَأُمُّ الْـقُـرى ثَـكْـلى وَ تَلْـعَنُ دَوْلَـتَكْ
***
صَـبَـبْـتَ عَـلى نـارٍ زُيُــوتـاً تَـقَـطَّــرَتْ
حِسـابـاً قَـديـماً يَكْـشِـفُ الْآنَ فَـعْلَـتَكْ
***
أَمـا كُـنْتَ في تِـلْـكَ الـدَّوافـعِ كــاذِبـاً؟
وَفـي كُــلِّ دافِــعٍ تُـغَــيِّـرُ نَـبْــرَتَـكْ
***
وَمـا أَنْـتَ إِلّا تـابِعٌ خَـلْـفَ تــابِـعٍ
وَمَعْـدومُ أَمْـرٍ لَا أرى فـيـكَ كِـلْـمَـتَـكْ
***
لَقَـدْ عِـشْـتُ في ثَـغْرِ الْـمَـدافِـعِ هادِئـاً
وَقَـدْ شُفْتُ في كُـلِّ الْمَواقِـفِ هَرْبَـتَكْ
***
وَعِـنْدَ اقْتِـرابِ الضَّـوْءِ مِـنّا قَـطَـعْتَهُ
وَكُلُّ الدَّواهي الْيَـوْمَ تَحْـمِلُ بَصْمَـتَكْ
***
أَلا قُـمْ إِلَـيْـنا خـالِـصــاً دونَ خُــدْعَـةٍ
وَأَظْـهِرْكَ صـالِحاً وَدَعْ عَـنْكَ رَغْـبَـتَكْ
***
وَدَعْ عَنْكَ سَعْياً في الْهَوى فاشِلاً وَدَعْ
صِفـاتٍ تَرى نُوراً فَـتُوقِـظُ نَـزْوَتَـكْ
***
وَقْلْ لي كَـلاماً واصِـلاً حَـيْثُ غـايَتي
أَقُـلْ: هـاكَ وُدّي خـالِـصاً، رُدَّ دَمْعَـتَكْ
***
فَكَيْـفَ انْتَـهَيْتَ فـارِغاً فيـكَ عـابِثاً؟
وَ كَـيْفَ اتَّـخَـذْتَهُ إِمـاماً وَمِلَّـتَكْ؟
***
وَدَوْمـاً تَــرانِي مـاءَنا في تَـيَمُّـمٍ
كَـما مالِـكٌ رآكَ تُـفْـتي فَـأَسْكَـتَـكْ