في انتظار إنسان أرقى

سي مختار حمري | المغرب

بزوغ من مجرة عمق الأزمان
من متاهات محيطات الأزل
صخب أمواج شطآن الأمل
تشابك الطيات المعقدة بالإبهام
إندثارا ونسيانا
انسل نورك الساطع ليملأ الفضاء
المرئي واللامرئي من الأكوان
جحافل أفكار وحشود رغبات جسورة
على منحدرات الكينونة تتراكض
تتطاير شظاياها الحادة
لتصيب القلب من الموجود
تفسد للحق توازنه
تغْرِس في السحاب فوضى الباطل
تمطر في الحين والمآل بلا حب ولا إطمنئان
مرايا منها الظلال تفر لرؤى من سندس وإستبرق
عين ماء تدمع ، وتين من أنينه يتقطع
في انتصاب جثة الفزع والهلع المحنطة
انسانية تائهة بلا سماع ولا انقشاع
من ”الوادي المُقدّس طوّى” هاربة في اضطراب
ضرباتها الضالة تلفح كنار جهنم
فكرا في النجوم شاخصا
بقضبان الصلب ساقطة الأنفس
برياح تنزف تأوهات فوق الرؤوس
تقطف اليانع وتملأ الخوابي من الشريان والوريد
تنظم مسير قوافل الإجرام
من الأرض إلى ماوراء أديم السماء
بحثا عن مزيد من إنتقام سعيد
حيث الشرير حليف خير و نذير شؤم
كطيور البوم وخفافيش عِتابِ الليل واللوم
يخوض الحرب بسيوف العدم لصد الوجود
ثملا بخمرة البائسين في السر والعلن
معتمرا الإستكبار والحقد بلا ندم
يشن حرب الأرحام ليشطب الأحلام
بمشيمة الغدر ومواد القيت والتسمم
رسالة قديمة ثواها غبار النسيان
نموت بسعر أبخس الأثمان
ونحن نحلق على أجنحة حلم الأطفال
في جحيم الأنقاض وطوفان وعود الرهبان
تمطر السماء نيازكا وحديدا كالجمر المشتعل
لا تقولوا هذا من عند الرب
هذا تأوه المظلوم المبرح
صراخ المشنوق والموؤودة بلا ذنب
من شيوخ الفتاوى وحروب الإبادة والهذيان
لضجيج القلوب وخراب الألباب
صراخ الصمت والعويل المكثوم
نواح قبور العشب اليابس المهجور
رائحة الموت في المدن والدور والدروب
تفر ظلال الأشجار من كل حدب وصوب
كالشبح المرعوب في ظلمة ليل
سماؤه بيداء خالية من النجوم

متى يظهر إنسان أرقى معقوف الظل منتظر..!!؟؟
ليدمدم كالرب في عمق تاريخ الشرق والغرب
مزلزلا الأغرب والأعجب
بسفن الإنتظار والأمل يقبر القذارة في غور البحار
يشعل القنديل ليغيب ظلام الحروب و الإنتقام
ينثر الإبتسامة ليذيب جبال الاحزان وصقيع المشاعر
يفرش للروح الجمال حبا وعطفا
ويهدهدها بوسادة الموج عطاءا وإبداعا
يزرع القمح والشجر والأطفال
لينبت الزرع والتمر ويخلف الرحم والضرع
لتكون سعيدا كن مفيدا ودودا عطوفا
بلا عواصف غضب في هدوء المتأمل
فلا انتقام ينفع ولا حروب رغبات تشبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى