اندثار عائلة فتحي مهذب

إلى زوجتي التي رحلت في شهر آذار سنة 2011

** السكين على المائدة

في انتظار هبوط الذبيحة..

الكهنة يغردون بمنتهى العذوبة .

***

 

بسبب تفاحة

سقط الناطور في الهاوية ..

أخذته الأفعى بعيدا

ليكمل دورته في النقصان .

***

 

وحدك تقيم في غيابات البئر..

الذؤبان إفترست ماشية الحواس..

حبل هواجسك يتدلى على كتفيك..

تشبث بذيل النسر في الماء..

أو كسر زجاج المخيلة بأسنانك.

لا تخش عضة السلالم الضريرة.

***

 

أنا راعي بيوض النسر..

أجيد إستدراج القمة..

ترويض فيلة معادية

في منحدرات النص..

والبقاء معلقا طيلة ساعات

في الهواء..

تلك معجزتي وبابي مفتوح

لغزلان المجاز .

***

 

لن أحاكم الظل الذي حاول قتلك..

الليث الذي إختلس عشاء اللص..

الصمت الصاخب مثل علجوم..

النهد الذي روع سكان حواسك..

الشجرة التي دحضت حجة الخفاش..

أجراس الندم المجاور لكنيسة النوم..

لن أحاكم أحدا وأدبر المكائد

لثيران المستقبل.

***

 

العمر ضيق مثل حنجرة السعادة..

إنتظرت هدهدا فصيحا لترويض

سنابل الحكمة..

إنتظرت غابة بأكملها لصلاة الجنازة..

انتظرت الله فوق الجسر لإضاءة ممراتي.

***

 

لم يجرؤ دب على إيذائي

وأنا منهمك في طقوس الكتابة..

***

 

علاقتي جيدة جدا مع أشباح البيت..

يطعمون كلبي السهران ..

ينبحون لطرد اللصوص

من شرفة رأسي..

يشتمون أرواحا شريرة

عذبتني في مضيق النهار .

***

 

تحمل القنديل وتجز ريش الظلام..

***

 

من السيء جدا

أن تركل فرس النهار..

ألم أقل دائما : صحة الشيء في نسيانه .

***

 

الحوت إبتلع جميع العائلة..

إنتثرت أشلاء ألف ليلة وليلة..

عشي مصباح علاء الدين..

ولولا زرقاء اليمامة بعيونها الحلوة

وسردها الجميل..

لقتل شهريار حاجب البيت المهجور..

***

 

أعقد صلحا مع زيزان خجولة..

أعترف بصداقتي للهاوية..

ورشق العميان بحبات دموع..

أنصت جيدا إلى مركب ثرثار .

قتل روائيين وثوارا في المنفى..

لكن لماذا لم أصل الى جنائن اليقين..

و لم أفلح في نهب المرايا ؟؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى