تَعَرّى مثلَ مرآةٍ أمامَ فَداحةِ المَعنى

سميح محسن | فلسطين

رَحَلوا، رَحَلّنَ، ولَمْ تُفارِقْ ريحُهُم ليلَ المَكان…

رَجلٌ يَتوهُ عَلى ضِفافِ سَحابَةٍ

مَرّت على ذَيلِ الرّوايةِ

هائِمٌ في ريحِ امرأةٍ

تَجَلّت في ولادَةِ رَقْصَةٍ،

رنّتْ خلاخِلُها على إيقاعِ نَظْرَتِها إليهِ،

يَتوهُ في عَيْنينِ غارقَتينِ بالدّهشة…

تَطَهّر من ظِلالِ الوهمِ

وارحَلْ في خَيالِكَ خَلفَ امرأةٍ

“مُزَيّنةٍ بشاماتٍ منمقةٍ”

وحاذِرْ انتظارَ رجوعِها

قالتْ له امرأةٌ تُعلّمُهُ الفَراسَةَ والحَنينَ

وتلتَقي بِنَقيضِها:

خُذْ ما تبقّى من صَدى غَجَريّةٍ

هامَتْ على ايقاعِ رَقْصَتِها

وغابَتْ في عيونِكَ دونَما قَصدٍ

تَعَرّى مثلَ مرآةٍ أمامَ فَداحةِ المَعنى

لَقَدْ رَحَلتْ بلا وَعدٍ،

(تقولُ صديقتي التي عَشَقَتْ هوى غجريةٍ):

“يا صاحِبي لا تَنْكَسِرْ”

“لَمْلِمْ رمادَكَ كي تنالَ ولادةً أُخرى

على أوجاعِ عودةِ ريحِها”

لا تنتظرْ غَجَريّةً عَجَنَتْ أصابِعَها بِنارِ رَحيلِها

لا تَنْتَظر…

لا تَنْتَظر…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى