حبيبتي.. أميرة الخراب

مروان عياش | سورية

أهذه أنتِ
ما كان وجهكِ حجراً
ومِعصميكِ حديد
ما كانت ضحكتكِ أمطاراً
تنقشُ البؤسَ فوقَ صفيحِ العمر العتيق
ما بالُ عينيكِ غابتان من أسى
غارقتين في العتب
أهي اللآلئُّ
التي انتحرت شفتاها
وخَيَّم الهمُ الأسود فوقها كالمغيب
أهذه أنت
مَن كانت تَشقُ نافذةَ الهوى
وتنثالُ قصيداً مع الأطياف
ما بالكِ اليومَ أبجديةً تكرهُ الكلامَ
وتستحي من وترْ
تلك أنتِ
الصبحُ يستلفُ الفرحةَ من خديكِ
ويمضي في الحاراتِ كالعيد
يتمشقُ الندى ريحَ فُلها
عطرَ تاريخٍ وأياماً بيض
دمشق يا دمشق
أهذه أنتِ
ما كان وجهُكِ حجراً
ومعصمَيك يلويهما الحديد
أَدالتْ بأسدالكِ الأنهارُ
وتَمخرت للغوطَتين الجبالْ
أين خُبزاتُ التنورِ التي كانتْ تُصلي الفجرَ في التكايا
وأين سلاماتُ النوافيرِ العاشقةِ للمدينة
أين سورُ الياسمين الخجول
وأبوابُ الجنةِ الغافيةِ على كتفِ السماء
أين الأينات كلها
يا دمشق
ما هذه أنتِ
أميرةً منقبةً بالخراب
ما هذه أنت..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى