بقلم: خالد متصر
الرواية الجيدة هي التي تمسك بتلابيبك منذ الجملة الأولى ،وتطاردك من أول عبارة، وتتلبسك منذ الصفحة الأولى ،وتصير معك كالتوأم الملتصق حتى تنتهي من آخر حرف في آخر صفحة، رواية “كاتيوشا “للروائي وحيد الطويلة حققت تلك المعادلة الصعبة، أحب واحدة غيرك ..صديقتك
قالها الزوج الروائي الشهير لزوجته بغتة وهو يقود سيارته الى مطار القاهرة
انهارت وفي نوبة هستيريا مسكت بمقود السيارة فانقلبت ودخل الزوج في غيبوبة، وبدأت البحث في دفتر جرد الصديقات، وانتهت الرواية بانعكاس الموقف فقد استيقظ هو ودخلت هي في غيبوبة بعد اصابتها في حادث وهي في الطريق إليه
رحلة البحث عن صديقتها التي خانتها
مر بأربعة درجات من سلم الشك الحارق
وأثناء السرد عبر وحيد الطويلة على لسان الراوية مشيرة الزوجة المغدورة عن دقائق وتفاصيل أنثوية ومشاعر امرأة مجروحة بمنتهى الدقة والصدق والبراعة لدرجة مدهشة أعتقد أنها لم تتكرر كثيراً في الرواية العربية .
اللغة دقيقة ومختزلة ولا ثرثرة فيها ولا ترهل، والإيقاع موزون بميزان الذهب ولاهث وكأنك تراقب مطاردة في أحراش افريقيا
ثقافة الروائي تتسلل بدون استعراض عضلات برغم عمقها واتساع مساحتها .
كاتيوشا رواية أمتعتني ولكنني أتهم نفسي بالتقصير لأنني تأخرت في اقتحام عالم وحيد الطويلة والنهل من كنز ابداعه.
