تاريخ

ذكريات أكتوبر والزمن الجميل!

د. أحمد الطباخ | مصر
     نتذكر تلك الأيام الجميلة التي جمعت المصرين على هدف واحد، وحدت كلمتهم خلف قيادة عظيمة استطاعت أن تعيد للأمة عزتها وكرامتها بإرادة لم تعرف اليأس أو الخوف، وإنما بوحدة الصف والاعتصام بالإيمان، وقد رفعت الدولة شعار العلم والإيمان، واستطاعت القيادة أن تحقق ما خططت له وما أرادته الأمة من عبور، وتحطيم خط برليف، وإعادة الأرض المغتصبة، وتحقيق النصر، ولم يكن ذلك بشعارات جوفاء رفعت، ولا بكلام فاض قيل، ولا بإعلام فاسد يضحك على الناس، ويعمل لأجندات خاصة، أو مصالح آنية او شخصية، وإنما بإدارة ناجحة، وإرادة مخلصة لا تبغي إلا صالح البلاد والعباد، وروح الفريق الواحد الذي حركته الضمائر الحية والإخلاص لله ثم الوطن، فكان النصر المجيد في معركة كان الشعار فيها الله أكبر من الصهاينة ومن أمريكا وباتحاد العرب ووقوقهم خلف مصر قيادة وشعبا تحقق ما جعل للعرب قيمة وقامة، ومن ساعتها والعالم لايريد للعرب إلا التفرق والتشرذم، ويخطط لذلك بكل ما أوتي من قوة.
يا أيها الزمن الجميل متى تعود لأمتنا، فقد اشتقنا إلى روح أكتوبر، وما حمل من معاني العزة والكرامة والنصر، وما ذلك على الله ببعيد حفظ الله أمتنا وحقق لها ما تريد من امجاد،
يأتي أكتوبر هذا العام والأمة في أمس الحاجة إلي استلهام روح أكتوبر في العبور من حالة الوهن والضعف التي هي عليها إلي روح القوة والوحدة، حيث تحدت الأمة في تلك الأيام أعتي قوة في العالم فلقنتها درسا لن ينسي في التحدي والإرادة التي كانت عليها الأمة في ذلك الوقت الذي كانت تعاني نكسة أفقدتها توازنها وصوابها، فما كان عليها في ذلك الوقت الإ أن تقهر روح الخور والضعف ، وأن تعود الي تحدي هذا الوهن، فلم تجد ملاذا لها سوي العودة إلي ربها والصلح مع الله، وضبط ايقاع حركة حياتها وفق عمل لا يعرف الكلل ولا الملل، وتحد لتلك الأخطار التي أحدقت بها من كل حدب وصوب، فانطلق ساستها يعلون من قيم الإيمان الذي أسهم في ايجاد روح أكتوبر التي سرت في كل جنبات الامة عملا وخلقا وعلما.
     لم نر أو نسمع من الجميع سوي العمل والصدق، فوجدنا الطالب حريصا علي أن يقدم لأمته كل ما يملك من حرص علي التعلم ليكون جنديا مخلصا لوطنه ولأمته، وألفينا المعلم لا يتواني عن بذل كل غال ورخيص ونفس ونفيس من أجل ان يكون جنديا من جنود الوطن المخلصين، ولا ننسي الساسة الذين كانوا علي قدر المسؤلية لا يخصون انفسهم بشئ، وانما يعيشون مثل جنودهم وشعوبهم فلا ظلم ولا تكبر ولا تعالي، وإنما الكل يتحدي ليقهر عدوه الداخلي وعدوه الخارجي متساميا علي كل ما يعيق حركة التغيير، وكذلك تجار البلاد لا يحتكرون ولا يغالون في أسعار فلا يطففون ولا يبخسون الناس أشياءهم وإنما يتحدون جشع نفوسهم وانانيتهم وحب ذواتهم ليقدموا لأوطانهم كل ما يملكون ولا المزارع والصانع والسائق والحرفي وكل طبقات الأمة يتحدي نفسه ليحقف ما يريده الوطن وما تريده الأمة من أجل إرادة واحدة الجميع يحرص علي تحقيقها وهي إرادة التغيير والتحدي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى