مقاطع

فتحي مهذب | تونس

الطائرة التي تعشش في رأسي.

التي تنظف جناحيها بتبر هواجسي.

التي تفكر في ماهية الموت.

التي تطير في الليل دون مصابيح

ولا ربان نحو طفولتي المعلقة

في برواز ذهبي على حائط الأبدية.

الطائرة التي ملأها القسس

بكتب اللاهوت.

وأزهار الكاتدرائيات الضحوكة.

الطائرة التي حلقت طويلا

في حديقة رأسي

طاردها جواسيس وهنود حمر.

أميرة من الكريستال بكلاب صيد

عمياء.

الطائرة الحزينة إنفجرت ليلة أمس بقذيفة مريعة.

***

فر قطارنا العائلي.

خلف أرملة في عمودي الفقري.

تربي إوز الدموع في خلوتها المعتمة.

خلف حصانا ميتا أمام البيت.

لصوصا يقلمون أظافر الصلوات الطويلة.

ذكريات تزحف مثل أفاعي المامبا

في شقوق المخيلة.

فر قطارنا العائلي

مثل أيل جامح

بكيس من الدموع السوداء.

أيعود يوما ما على قدمين حريريتين

ليوقظ عصفورا نافقا منذ زفرتين ونيف؟.

**

في عربة مصفحة

زارتنا عجوز شمطاء

بلباس أسود

وصوت مبحوح

وعينين سرياليتين

لا تحاولي قتلي سيدتي

ذريني لهمي يا كورونا.

***

سأطاردك أيها الخفاش

بغيمة شريرة من الكلمات.

أيها الثعلب الأبيض

الذي يغني في عينيها الغابيتين.

أيها الظل الذي يدق باب قامتي باستمرار.

أيتها الهاوية المليئة بحرير الأفكار.

أيها الشيطان الذي يرقد بين خصيتي قناص.

بقرنين من العاج الخالص

وشوكة ذهبية.

أيها النسيان الذي يلتهم صيصان الذكريات.

سأقاوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى