أدب

العاشق الكوني

شعـر: عبد الصمد الصغير

أَنـا الْـغاضِبُ الـثَّـوْرِيُّ أَصْمُـتُ ناطِـقا
أَنـا الشّـاعِرُ الْكَـوْنِيُّ … أُنْشِدُ عاشِـقا

عَلى صَـدْرِ أَبْـيـاتي نَـثَـرْتُ مَشـاعِـراً
لِتَـنْـمُـو جِـنـانـاً لِلْـهَـوى ، وَحَـدائِـقـا

عَلـى بَحْـرِ أَشْـعاري طَـفَـوْتُ تَـهادِيـاً
وَفي حُـبِّ مَنْ أَهْوى أَنا صِرْتُ غارِقا

أَنـا دَمْـعَـةٌ مَنْـسِـيَّةٌ … فـيكِ تَـنْبَـري
دُمُـوعاً عَـلى خَـدِّي لِتَـغْـلي حَـوارِقـا

أُصَـارِعُ فـي الْأَحْـشاءِ جِنّاً مِنَ الْهَوى
وَأُبْـلِـى مَسـيـراً فــي طَـريقِكِ واثِـقا

وَأَظْـهَــرُ في خَـوْضِ الْمَـشـاعِرِ باكِـياً
وَأَتُــرُكُ قَـلـبـي طَــائِــراً وَمُـحَــلِّـقـا

أَنـا النَّـبْـعُ لـمّا مُرْسَـلاتْ الْهَــوى رَأَتْ
هِطالَ الْهَوى عِشْقاً وَفي الرُّوحِ دافِقا

نَـظَرْتُ إلى الْأَسْمـى الـمُهَيَّإِ في الْعُلا
عَـلى سِـدْرَةِ الْـمَـنْظورِ أَعْـرِفُ خَـالِـقا

أُنـــادي بِــصَـوْتٍ يَـسْـتَغيـثُ بِــرَبِّـهِ
لِأَكْـشِـفَ فـي صَـدْعِ الـسَّماءِ حَـقائِقا

وَأَوْتـــارُ أَحْـزانِـي عَـلـى كُــلّ نَـبْــرَةٍ
سَتَـعْزِفُ الْأَغـانِــي الَّتي كُنْتُ ناطِـقا

أَهيمُ عَلى الْحَرْفِ الْفَصيحِ عَلى فَمي
لِأَجْـمَـعَ مــا كـانَتْ حُـروفــاً عَـوالِـقـا

عَـلى كُـلِّ بـابٍ دَقَّ قَلْبي … وَلَمْ يَزلْ
عَلى كُـلِّ أَبْــوابِ الْـمَـحَـبّـة طــارِقــا

إِذا مـا تَـجَلّى عاشِـقٌ … ضـاعَ قَـلْبُـهُ
وَإنْ غِيـضَ قَلْـباً صـارَ يَـأْوي مَحارِقـا

أَلا فَاسْـمَعي ، يـا بِنْـتَ فِـكْرٍ تَمَـنَّعَـتْ
وَلـي رَسِّـمِـي أُفْــقَ الْـحَنـينِ مَناطِقـا

أَنـا النَّـوْرَسُ الْبَـرِّيُّ في بَحْرِكِ ارْتَـمى
وَفـي عِشْقِهِ الْـكَوْنِيِّ قَـدْ صارَ غارِقـا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى